كلمات

klmat.com

fast.link link in bio

الجهاتُ الأربعُ اليومَ: جَنوب – أحمد مطر


كُلُّ وقتٍ

ما عدا لحظة ميلادكَ فينا

هو ظِلٌّ لنفاياتِ الزمانْ

كُلُّ أرضٍ

ما عدا الأرض التي تمشي عليها

هي سَقْطٌ مِن غُيارِ اللاّمكانْ

كُلُّ كون

قبل أن تلبسَهُ.. كان رمادا

كلُ لونٍ

قبل أن تلمسهُ.. كان سوادا

كلُ معنىً

قبل أن تنفُخَ في معناهُ نارَ العُنفوانْ

كان خيطاً من دُخانْ

لم يكن قبلكَ للعزَّةِ قلبٌ

لم يكن قبلكَ للسؤددِ وجهٌ

لم يكن قبلكَ للمجدَ لسانْ

كلُ شيءٍ حَسَنٍ ما كان شيئاً

يا جنوبيُّ

ولمّا كنتَ.. كانْ

كانتِ الساعة لا تدري كم السّاعةُ

إلاّ

بعدما لقَّـنَها قلبكَ درسَ الخَفقانْ

كانت الأرضُ تخافُ المشيَ

حتى عَلمتْها دَفقاتُ الدَّمِ في قلبكَ

فنَّ الدّورانْ

لن تتيه الشمسُ، بعدَ اليومِ،

في ليلِ ضُحاها

سترى في ضوءِ عينيكَ ضياها

وستمشي بأمانٍ

وستمشي مُطمئـناً بين جنْـبَيها الأمانْ

فعلى آثارِ خُطواتِك تمشي،

أينما يمَّمتَ.. أقدامُ الدُّروبْ

وعلى جبهتكَ النورُ مقيمٌ

والجهاتُ الأربع اليوم: جنوبْ

يا جنوبيُّ..

فمِنْ أينَ سيأتيها الغروبْ؟

صار حتى الليلُ يخشى السَّيرَ في الليلِ

فأَنّى راحَ.. لاح الكوكبانْ

مِلءَ عيْنيكَ،

وعيناكَ، إذا أغمضَ عيْنيهِ الكَرى،

لاتغمضانْ

يا جنوبيُّ..

ستأتيكَ لِجانُ الجانِ

تستغفِرُ دهرَ الصمتِ والكبْتِ

بصوتِ الصولجانْ

وستنهالُ التهاني

من شِفاهِ الإمتهانْ

وستَغلي الطبلةُ الفصحى

لتُلقي بين أيديكَ

فقاعَ الهذيانْ

وستمتدُّ خطوطُ النارِ،

كُرمى لبطولاتكَ،

ما بين خطابٍ أو نشيدٍ أو بيانْ

وستجري تحتَ رِجليكَ

دِماءُ المهرجانْ

يا جنوبيُّ

فلا تُصغِ لهمْ

واكنُسْ بنعْليكَ هوى هذا الهوانْ

ليس فيهم أحدٌ يملكُ حقَّ الامتنانْ

كُلهم فوقَ ثناياهُ انبساطٌ

وبأعماقِ طواياهُ احتقانْ

هم جميعاً في قطارِ الذلِّ ساروا

بعدما ألقوكَ فوق المزلَقانْ

وسقَوا غلاّية السائقِ بالزيتِ

وساقُوا لكَ كلَّ القَطِرانْ

هُم جميعاً

أوثقوا بالغدرِ أيديكَ

وهم أحيوا أعاديكَ،

وقد عُدتَ مِنَ الحينِ

لِتُحيينا.. وتسقينا الحنانْ

كيف يَمْتـَنّونَ؟

هل يَمتنُّ عُريانٌ لِمن عَراهُ؟

هل يزهو بنصرِ الحُرِّ

مهزومٌ جبانْ؟

يا جنوبيُّ..

ولن يُصدِقكَ الغَيْرةَ

إلاّ عاهِرٌ

ليس لهُ في حلباتِ العهْرِ ثانْ

بهلوانٌ

ثُعْلبانٌ

أُلعُبانْ

دَيْدَبانْ

مُعجِزٌ في قبحِهِ..

فاعجَبْ لِمنْ في جَنبهِ

كُلُّ القباحاتِ حِسانْ

كيف يبدو كلّ هذا القبْح

فيمَن قد بَراهُ الحَسَنانْ؟

هوَ من إلْيَتِهِ السُّفلى

إلى إلْيَتِهِ العُليا

نفاياتُ إهاناتٍ.. عَليها شفتانْ

وهوَ في دولتهِ

مهما نَفخْناهُ وبالغنا بتوسيعِ المكانْ

دودةٌ من مَرْطَبانْ

سوف يُفتي: إنهُ ليس قَراركْ

وسَيُفتي: مجلسُ الأمنِ أجارَكْ

قلْ لهُ: في قبصةِ المجلس

آلاف القراراتِ التي تحفظُ داركْ

لِمَ لا يَمسَحُ عاركْ؟

قُلْ لهُ: مِن مَجلسِ الأمنِ

طَلبْتَ الأمنَ قَبلي..

فلماذا أنت لا تجلسُ مثلي بأمانْ؟

قُلْ لهُ: لا يَقتلُ الجرثومَ.. إلا الغليانْ

قُلْ لهُ: إن بذورَ النّصرِ

لا تَنبُتُ إلاّ.. في ميادينِ الطِّعانْ

قُلْ لهُ: أنتَ مُدانْ

يا جنوبيُّ

وَهَبْتَ الرِّيحَ باباً مُشرَعاً

من بَعدِما شرَّعتَ أسبابَ الهبوبْ

فَأصِخْ..

ها هو ذا صوتُ صفيرِ الزَّهوِ يأتي

مِن ملايين الثُقوبْ

لا تقُلْ إنكَ لا تعرِفُ عنها أيّ شيءٍ

إنها.. نحنُ الشعوبْ

وقصارى ما يُرجّى مِن ثُقوبٍ

أنَّ في صَفْرَتَها.. أقصى الوثوبْ

سوف تحتلُّكَ

تأييداً وتعضيداً وتمجيداً

ونَستعمرُ سَمعيكَ

بجيشِ الهيَجانْ

يا جنوبيُّ

فَسَرِّحْنا بإحسانٍ

وقُلْ: فات الأوانْ

أنتمُ، الآنَ، تَجرَّأتُم على الزَّحفِ

وإنّي، من زمانٍ،

قد تجاوزتُ حدودَ الطيرانْ

وأنا استأصَلتُ مِنّي ورماً

ثم تعافيتُ

ومازلتُم تُقيمونَ جميعاً

في خلايا السَّرطانْ

وأنا هدًّمتُ للشرِّ كياناً

ولهُ في أرضِكُمْ..

مازالَ عِشرونَ كيانْ

يا ابنَ لُبنانَ

بمضمارِ العُلا

طالعْتَ طِرْسَ العِزِّ

واستوعبتَ دَرسَ العُنفوانْ

قُلتَ: ماذا يجلبُ النَّصرَ؟

فقالتْ نفسكَ الحُرةُ:

إيمانٌ

وصبرٌ

وزِناد

وبَنَانْ

فتهيَّأتَ، وراهنْتَ على أن تَبلُغَ النَّصرَ

.. وما خاب الرِّهانْ

يا ابن لُبنانَ.. هَنيئاً

وحْدكَ النّاجحُ،

والعُرْبُ جميعاً..

سقطوا في الامتحانْ

التعليقات (0)

لا يوجد تعليقات حالياً

أضف تعليق

كلمات قسم أحمد مطر

لمن نشكو مآسينا ؟ – أحمد مطر

لمن نشكوا مآسينا ؟ ومن يُصغي لشكوانا ويُجدينا ؟ أنشكو موتنا ذلاً لوالينا ؟ وهل موتٌ سيحيينا ؟ قطيعٌ نحنُ .. والجزار راعينا ومنفيون …… نمشي في أراضينا ونحملُ نعشنا قسرًا … بأيدينا ونُعربُ عن تعازينا …… لنا .. فينا فوالينا .....

من المهدّ الى الحدّ – أحمد مطر

كان وحده شاعرا صعر للشيطان خده حين كان الكل عبده و احتوى في الركعة الأولى يد الفأس و ألقى هامة الات لدى أول سجدة فتسامت به أرواح السموات لكن وقفت كل كلاب الأرض ضده تمضغ العجز و تشكو شدة الضعف لدى أضعف...

أين المفر ؟ – أحمد مطر

المرء في أوطاننا معتقل في جلده منذ الصغر وتحت كل قطرة من دمه مختبئ كلب أثر بصماته لها صور أنفاسه لها صور أحلامه لها صور المرء في أوطاننا ليس سوى اضبارة غلافها جلد بشر أين المفر؟ أوطاننا قيامة لا تحتوي غير سقر...

الجهاتُ الأربعُ اليومَ: جَنوب – أحمد مطر

كُلُّ وقتٍ ما عدا لحظة ميلادكَ فينا هو ظِلٌّ لنفاياتِ الزمانْ كُلُّ أرضٍ ما عدا الأرض التي تمشي عليها هي سَقْطٌ مِن غُيارِ اللاّمكانْ كُلُّ كون قبل أن تلبسَهُ.. كان رمادا كلُ لونٍ قبل أن تلمسهُ.. كان سوادا كلُ معنىً قبل أن...

توبة – أحمد مطر

صاحبي كان يصلي دون ترخيص و يتلو بعض آيات الكتاب كان طفلا و لذا لم يتعرض للعقاب فلقد عزره القاضي …. و تاب.

العهد الجديد – أحمد مطر

كان حتى ألا كتئاب غارقا في ألا كتئاب فجميع الناس في بلدتنا بين قتيل و مصاب و الذي ليس على جثته بصمه ظفر فعلى جثته بصمه ناب كلنا يحمل ختم الدولة الرسمي من تحت الثياب ذات فجر مادت الأرض و ساد ألا...

كيف تأتينا النظافة ؟ – أحمد مطر

العِرافَةْ جُثَّةٌ مَشلولةٌ تَطوي المسافة بينَ سِجْنٍ وَقَرافَةْ . والحَصافَةْ غَفْوَةٌ ما بينَ كأسٍ وَلِفافَة والصِّحافَةْ خِرَقٌ ما بينَ أفخاذِ الخِلافَةْ والرَّهافَةْ خَلْطَةٌ منْ أصدقِ الكِذْبِ ومنْ أفضَلِ أنواعِ السَّخَافَةْ . والمُذيعونَ … خِرافٌ والإذاعاتُ .. خُرافَهْ وعُقولُ المُسْتَنيرينَ صناديقُ صِرافَهْ كيفَ...

حجة سخيفة – أحمد مطر

بيني وبين قاتلي حكاية طريفة ، فقبل أن يطعنني حلفني بالكعبة الشريفة ، أن أطعن السيف أنا بجثتي، فهو عجوز طاعن وكفه ضعيفة ، حلفني أن أحبس الدماء عن ثيابه النظيفة ، فهو عجوز مؤمن سوف يصلي بعدما يفرغ من تأدية الوظيفة...

كلمات مختارة

فظيعه فظاعه – حكيم

ضحكتها بتدخل ودني بتعمل ذبذبات بتخلي القلب يدق كانه سماعات والعقل في دنيا غير الدنيا في حالة ثبات زي المسحور ماشي وراها مفيش اتجاهات في حاجات كده زي الشمس مهيش محتاجه أثبات وانا شفت بعيني محدش جه وحكالي حكايات مش طبيعية وليها...

حلوة الكون – اصيل هميم

ياحلوة الكون وشهاي العيون الكلش يخبلون الخلني انجن واموت عشقاً يومية گلبي يزداد شوقاً وبگلبي رفقاً نبضاته وگفن من كثرة الحب دمعاتي نزلن ياقطعة من الروح فدوه الوجهج اروح شهالجمال الله منج اشبع كون بس ما ادري شلون يا كلشي اتمنااه انتي...

نسيت اسمي – امال ماهر

نسيت اسمي نسيت كنت في حياتك ايه نسيت شكلي وبتشبه عليا كمان خدتك الدنيا سيبتها مني تاخدك ليه كأنك كنت متلكك علي النسيان معايا ازاي بتتصرف ب لا مبالاه وقادر عادي من بعدي تعيش في هدوء يا بني ادم طب ازعل ع...

انتي وبس – ناصيف زيتون

خليتي العالم كلو لمسة ايديكي اتعلقت فيكي جد بهنيكي وصارت احلى لحظة بعمري لما بشوف ضحكة عينيكي اي انتي وبس لي بحبا عم حس لي بطيبة قلبا مافي بهالعالم كلو اي انتي وصار قلبي ليل نهار عينو ع نبض قلبك ناطر مشتقلو...

شكد ارتاحلك – محمود التركي

شكد ارتاحلك وشكبره ودي اجازة من التعب شوفتك عندي مو من الصفر تبدي الحسابات اني وداعتك من عندك ابدي اني وداعتك من عندك ابدي اذا موزينة هاي الدنيا وياك اني الي تخليني اعله يمناك تعبت احجيها لو تنفك الصدور واشوفك وين رب...

اول ليلة فراق – احمد بتشان

أول ليلة فراق واليوم مش بيعدي أنا مش قادر أتحمل بُعده وسهران بسأل عامل إيه معقول مش تعبان معقول هيعيش بعدي والى ما بينا خلاص بقى ذكرى وجرح قفلت عليه أول ليلة فراق واليوم مش بيعدي أنا مش قادر أتحمل بُعده وسهران...

جزيل الشكر – عايض

لكم مني جزيل الشكر والتقدير على رغم التجنّي لازم أشكركم تعنيتوا وقلتوا له كلام كبير وخلّاكم وجاني لجل يقهركم علي معروفكم ما أنساه مهما يْصير عسى اللّٰه بالهوى يجبر خواطركم أنا ويّاه صرنا بالمحبة نطير ودايم لا طريتوا بخير نذكركم علي معروفكم...

مر الحلو – يسرا محنوش

مر الحلو من يمي و دق قلبي دقة غاره تك رجل وقفت كلها لمن دخل للحارة شفت الغزل كله وجاي و اتمنى بس يحكي وياي من شفته فارقت النوم حبيته يا ناس هواي طول و هيبة و غمازات و لون خدوده الورديات...

Powered By Verpex

Powered By Verpex