ارتباك – أديب كمال الدين
إلى: سعيد الغانمي
(1)
قالَ الشاعرُ: مَن سيكتب قصيدتي؟
قالَ الحرفُ: أنا.
ومَن سيطلق أسرارها للناس؟
قالت النقطةُ: أنا.
جاءَ القَدَر
ومسحَ الحرفَ والنقطة
من شاشةِ المعنى
فجلسَ الشاعرُ مذهولاً العمر كلّه
مثل صخرة كبيرة
مُلقاة على شاطئ البحر.
(2)
قالَ الطفلُ: مَن سيأخذني إلى حضنِ أمي؟
قالَ الحرفُ: أنا.
ومَن سيشتري لي لعبةَ العيد؟
قالت النقطةُ: أنا.
جاءت المأساة
فمسحت الحرفَ والنقطة
من شاشةِ المسرّة
وتركت الطفلَ يبكي الليل كلّه
كشحّاذٍ ينامُ في شارعِ الثلجِ والمطر.
(3)
قالت الشمس: مَن سيُنبِتُ لي جناحين لأشرِق؟
قالَ الحرفُ: أنا.
ومَن سيمنحني القوّةَ لأطيرَ إلى الناس؟
قالت النقطةُ: أنا.
جاءَ العبث
ومسحَ الحرفَ والنقطة
من شاشةِ الحياة
فجلست الشمسُ وهي تقلّب كفّيها
في وجومٍ عظيم.
(4)
قالَ الشيخُ وهو بين يدي الموت:
مَن سيحفرُ قبري؟
قالَ الحرفُ: أنا.
ومَن سيصلّي عليّ؟
قالت النقطةُ: أنا.
جاءَ الشيطان
ومسحَ الحرفَ والنقطة
من شاشةِ الوجود
فجلسَ الشيخُ مرتبكاً
لا يعرفُ كيف يموت