إليك يا جدي – يوسف خزعل
وما روحي سِوى لمّا اقولُ حسَين
أتَيتُ اليومَ يا جدّي وقلبي بالهوى يَلهَب
أَشُمُّ الريحَ آتيها وأعثَرُ كلَّما أقرَب
كيَعقوبٍ قضى عُمرا ليُوسُفَ بالأسى ينحَب
وذي عيني لكَ ابيضَّت كما احمرَّت على زينب
كأَنْ ناداهُ يا ولَدي أخافُ علَيك
وخُذْ كَفّي تُعيدُ النّورَ في عَينيك
فديتُكَ حينَ تتلو أينَ جدّي أين
وما روحي سِوى لمّا اقولُ حسَين
_
أراكَ اليومَ مَهموماً تُعاينُ وَقعةَ البدرِ
كَموسى دونَ هارونٍ شكى للهِ ما يجري
أما قد قُلتَ بالعباسِ ربّي اشدُد بهِ أزري
لماذا صِحتَ مثكولاً لقد كسَروا بهِ ظهري
كفى ولَداهُ لا تتلو يعزُّ علَيه
بكى لمصائِبي والسهمُ في عَينيه
هوى وهوَ يصيحُ مُقطَّعَ الكفَّين
وما روحي سِوى لمّا اقولُ حسَين
_
ألَم يُوحى لإمِّ الطِّفلِ موسى القِيهِ باليَمِّ
إليكِ نرُدُّهُ حَتماً ونُنجيهِ منَ القَومِ
ولكن طفلُكَ الاصغَر ولهفي حسرَةُ الأمِّ
لها ما عادَ سُلطاناً ولكن مُذبَحاً مَدمي
رأيتُ الطفلَ مذبوحاً يحِنُّ إلَيّ
وعزَّ عليَّ رفَّ كطائرِ بيَدَيّ
يصيحُ النّحرُ لو يُردى بسهمِ البَين
وما روحي سِوى لمّا اقولُ حسَين
_
أتت أمٌّ بجِلبابٍ فسُبحانَ الّذي أسرى
أريناها بأرضِ الشّامِ مِن آياتِنا الكبرى
كأنَّكَ حينما مرَّت تَصيحُ معفَّراً عُذرا
ألا غُضّوا هنا الأبصارَ حتّى تَعبُرَ الحَورا
بعَينَيها رأيتُ الهَمَّ يُغشيها
كأنَّ الحُزنَ صارَ محَلُّهُ فيها
تَصيحُ عليَّ دمعاتي لأجلِكَ دَين
وما روحي سِوى لمّا اقولُ حسَين
____
فَدَيتُ بوجهِكَ العَينينِ آياتٍ غدَت حرّى
شِفاهُكَ ما لَها تَذوي بلونِ جَمالهِ زَهرا
ظمِيًّا إنّما اللهُ إذا تَهوي قضى أمرا
جعَلنا كلَّ شيءٍ حي بدَمِّ النّحرِ مُذ يُفرى
تَحنّا الكونُ دمَّ النّحرِ والشَيبه
توشَحَّ وجهُ آفاقِ السّما الغُربه
ترَكتُ الرّوحَ تُربًا يلثِمُ الخدَّين
وما روحي سِوى لمّا اقولُ حسَين
لا يوجد تعليقات حالياً