إصْدعْ نَجيَّ الْهُمومِ بالطّرَبِ، – أبو نواس

إصْدعْ نَجيَّ الْهُمومِ بالطّرَبِ، … و انعمْ على الدّهرِ بابنة ِ العنبِ

واسْتقبلِ العَيْشَ في غَضارَتِهِ، … لا تقْفو منه آثارَ مُعْتَقِبِ

من قَهْوَة ٍ زانَها تقَادُمُها، … فهْي عجوزٌ، تعلو على الحُقُبِ

دهْرِيّة ٌ قد مضَتْ شبِيبتُها، … و استنشقتْها سوالفُ الحِقَبِ

كأنّها في زجاجها قبسٌ، … يذْكو بلا سَوْرَة ٍ، ولا لَهَبِ

فهْي بغير المزاجِ من شَرَرٍ، … و هْي إذا صُفّقتْ من الذهبِ

إذا جرى الماءُ في جوانبها … هَيّجَ منها كوامِنَ الشّغَبِ

فاضْطرَبَتْ تحتَهُ تُزاحِمُهُ، … ثُمّ تناهتْ تفترُّ عن حبَبِ

يا حُسنها من بَنانِ ذي خَنثٍ ، … تدعوكَ أجفانهُ إلى الرّيَبِ

فاذكر صباح العُقارِ، واسمُ به … لا بصباحِ الحُروبِ والعَطَبِ

أحْسنُ من موقِفٍ بمُعْتركٍ، … و ركضِ خيلٍ على هَلا وهَبِ

صَيْحَة ُ ساقٍ بحابسٍ قَدحاً، … و صبرُ مستكرهٍ لمنتحبِ

ورِدْفُ ظبيٍ، إذا امتطيتَ به، … أعطاكَ بين التّقريبِ والخَببِ

يصلحُ للسّيفِ والقَباءِ، كما … يصلحُ للبارقينِ والسُّحُبِ

حلَّ على وجههِ الجمالُ كما … حَلّ يزيدٌ معاليَ الرُّتَبِ