أَلاَ رَاعَهُ صَوْتُ الأَذِينِ ومَا هَجَدْ – بشار بن برد

أَلاَ رَاعَهُ صَوْتُ الأَذِينِ ومَا هَجَدْ … وما ذاك إلا ذكر من ذكره كمد

ألانت لنا يوم التقينا حديثها … أماني وعدٍ ثم زاغت بما تعد

وما كانَ إِلاَّ لهْوَ يَوْمٍ سَرَقْتُهُ … إِلى فَاتِرِ الْعَيْنَيْنِ مِنْ دُونِهِ الأَسَد

تَرَاءَتْ لَنَا في السّابِرِيِّ وفي الْحَنَا … ثقيلة دعص الردف مهضومة الكبد

كأن عليها روضة ً يوم ودعت … بأقْوَالِها خَوْفاً وَرَاحَتْ ولم تَعُد

فلما رأيت المالكية أعرضت … صدوداً وحفت بالعيون وبالرصد

صَرفْتُ الهَوَى عَنِّي وليس ببارح … على كبدي مارق للوالد الولد

لقد كنت أرجوها وكانت قريبة ً … بأقوالَها تَدْنُو الوُرُودَ ولاتَردْ

فما بالُهَا يا بَكرُ رَاحَتْ مع العِدَى … على عاشقٍ لم يجن ذنباً ولم يكد

أَمَالَتْ صَفاءَ الوُدِّ مَنْ حِيلَ دُونَها … فَيَا حَزَنِي لا نلتَقِي آخِرَ الأَبَدْ

كأنَّ فُؤادِي في خَوَافِي حَمَامَة ٍ … من الشوق أو صنع النوافث في العقد

وقَدْ لامَنِي فيها المعَلَّى ولوْ بَدَا … لَهُ مابَدَا لي مِن محَاسِنَها سَجَدْ