أيها المُهدي ثناءً جميلاً – ابن الرومي

أيها المُهدي ثناءً جميلاً … شاركَ التنميقَ فيهِ الصوابُ

شاكراً نُعمى صَفُوحٍ مَنُوحٍ … مَنُّهُ في كل جيدٍ سِخَابُ

قلتُ قولاً ليس فيه امتراءٌ … مُونِقاً مُستحسناً لا يعابُ

لا يفي وافٍ بمن أنتَ مُطْرٍ … أو يُسوَّى بالشَّراب السرابُ

لا ولا ينحو مُثيبٌ بنُعمى … نَحْوهُ حتى يشيبَ الغُرابُ

أين في الدنيا حكيمٌ كريمٌ … أين هُو لا أين إلا الكِذابُ

رأيُهُ مصباحُ نورٍ جَليٍّ … ويداهُ للحياءِ الثَّرِّ بابُ

فلنا منه العلومُ الصَّفايا … ولنا منه العطايا الرِّغابُ

فهْوَ شمسٌ مستضاءٌ ثناها … دونها في كلّ ذاك سحابُ

تحتها ضدان صَحْوٌ ودَجْنٌ … إن هذا لَهْوَ شيءٌ عجابُ

عَجبي للشمس أَنَّى تَجَلّى … وعليها من سَحابٍ حجابُ

يفعلُ الحسنى فينثو نَثَاها … فيراها باخساً أو تُثابُ

أبداً حتى يملَّ العطايا … مُستميحوها ويَفْنى الحسابُ

إنَّ من يدعو مديحاً أبيَّاً … لأبي عيسى لَداعٍ مُجاب