أيا طلحة ُ قد كنت – بشار بن برد
أيا طلحة ُ قد كنت … عَلَى خَيْرٍ منَ الْخِير
تَرَى حَقَّ بَني عَمِّكَ … أَمْراً غَيْرَ تَقْصِيرِ
وَمَا تَنْفَكُّ مَشْغُولاً … بتَقْلِيبِ الدَّنَانِيرِ
فأصبحت تحولت … إِلَى بَيْعِ الْقَوَارِيرِ
كَذَاكَ الدَّهْرُ مَطْويٌّ … على الناس بتغيرِ
فبعني قفصاً منكَ … بألْفٍ غَيْر مَنْزُورِ
ثَلاَثِينَ وسِتِّيـ … ن وعشراً غير تمصيرِ
فخذها كالمصابيح … عَلَى أَيْدِي الْمَعَاصيرِ
سَريحَيْنِ منَ الدُّرِّ … ومن ياقوت حزورِ
يضيءُ البيتَ والدا … ر وأجْوَافَ الْمَطَامِيرِ
ونعم العينُ للنا … ظرِ في ظَلْمَاءِ دَيْجُورِ
أيا طلحة ُ قصرت … ولا أرضى بتقصير
أحب النائل السهل … وأقلي كل معسور
فَشِنْ نَفْسَكَ أوْ زِنْهَا … فَإِنَّ الْبُرْدَ بالنِّيرِ