أنا في الحبّ صاحبُ المعجزاتِ – بهاء الدين زهير

أنا في الحبّ صاحبُ المعجزاتِ … جئتُ للعاشقينَ بالآياتِ

كانَ أهْلُ الغرامِ قَبليَ أُمِّيِّـ … ـينَ حتى تلقنوا كلماتي

فأنا اليَوْمَ صاحبُ الوَقتِ حقّاً … والمحبونَ شيعتي ودعاتي

ضربتْ فيهمُ طبولي وسارتْ … خافِقاتٍ عَلَيهِمُ رَاياتي

خَلَبَ السّامِعينَ سِحرُ كلامي … وَسرَتْ في عُقُولِهمْ نَفَثاتي

أينَ أهلُ الغرامِ أتلو عليهمْ … باقياتٍ منَ الهوى صالحاتِ

خُتِمَ الحُبُّ من حَديثي بمِسكٍ … ربّ خيرٍ يجيءُ في الخاتماتِ

فعلى العاشقينَ مني سلامٌ … جاءَ مثلَ السلامِ في الصلواتِ

مَذهبي في الغرامِ مَذهبُ حَقٍّ … وَلقَد قُمتُ فيهِ بالبَيّنَاتِ

فلَكَم فيّ مِن مَكارِمِ أخلا … قٍ وكمْ فيّ من حميدِ صفاتِ

لستُ أرْضَى سوَى الوَفاءِ لذي الو … دِّ وَلوْ كانَ في وَفائي وَفاتي

وألوفٌ فلوْ أفارقُ بؤساً … لَتَوَالَتْ لفَقْدِهِ حَسَرَاتي

طاهرُ اللّفظِ والشّمائلِ وَالأخْـ … ـلاقِ عَفُّ الضّميرِ وَاللّحَظاتِ

ومعَ الصمتِ والوقارِ فإني … دَمِثُ الخُلْقِ طَيّبُ الخَلَوَاتِ

يَعشَقُ الغُصْنَ ذا الرشاقَة ِ قَلْبي … ويحبّ الغزالَ ذا اللفتاتِ

وحبيبي هوَ الذي لا أسميـ … ـهِ على ما استَقَرّ مِنْ عاداتي

ويقولونَ عاشِقٌ وَهوَ وَصْفٌ … من صفاتي المقوماتِ لذاتي

إنّ لي نية ً وقد علمَ الـ … ـلهُ بها وهو عالمُ النياتِ

يا حَبيبي وَأنتَ أيُّ حَبيبٍ … لا قضى اللهُ بيننا بشتاتِ

إنّ يَوْماً تراكَ عَينيَ فيهِ … ذاكَ يوْمٌ مُضاعَفُ البركاتِ

أنتَ روحي وقد تملّكتَ روحي … وحياتي وقد سلبتَ حياتي

مُتُّ شَوْقاً فأحيِني بوِصالٍ … أخبرِ الناسَ كيفَ طعمُ المماتِ

وكَما قَد عَلِمتَ كلُّ سُرورٍ … ليسَ يبقى ، فوَاتِ قبلَ الفَوَاتِ

فرعى اللهُ عهد مصرٍ وحيّا … ما مضى لي بمصرَ منْ أوقاتِ

حبذا النيلُ والمراكبُ فيهِ … مُصْعِداتٍ بنَا وَمُنحَدِراتِ

هاتِ زدني من الحديثِ عن النيـ … ـلِ ودعني من دجلة ٍ وفراتِ

ولياليّ في الجزيرة ِ والجيـ … ـزة ِ فيما اشتهيتُ من لذاتِ

بينَ رَوْضٍ حكَى ظُهورَ الطواويـ … ـسِ وَجَو حكَى بُطونَ البُزاة ِ

حيثُ مجرى الخليجِ كالحية ِ الرقـ … ـطاءِ بينَ الرياضِ والجناتِ

وَنَديمٍ كَما نُحِبّ ظَريفٍ … وعلى كلّ ما نخبّ مؤاتي

كلُّ شيءٍ أرَدتُهُ فهْوَ فيهِ … حسنُ الذاتِ كاملُ الأدواتِ

يا زماني الذي مضى يا زماني … لكَ مني تواترُ الزفراتِ