أتلك مصارع المستضعفينا – أحمد محرم

أتلك مصارع المستضعفينا … فما بال الهداة المصلحينا

أجبيبي دنشواي فإن تكوني … عييت عن الجواب فما عيينا

ملئت أسى فلن تجدي عزاء … ولن تدعي التوجع والأنينا

همو أخذوك بالنكبات حرى … وبالأهوال شتى يرتمينا

تذوقين العذاب وهم نشاوى … يغنون المشانق ناعمينا

إذا طربت أهاب بها مراحٌ … تجاوبه نفوس الهالكينا

تطوف بها الأرامل واليتامى … تضج وتذرف الدمع السخينا

وتعطفها السياط على رجالٍ … بمطرح الهوان ممزقينا

تعاورهم أكف القوم صرعى … تطير جلودهم مما لقينا

إذا انساب الدم المهراق منهم … رأيت ثيابهم حمراً وجونا

على أجسامهم أثرٌ مبينٌ … تريك سطوره الظلم المبينا

صحائف بالسياط تخط فاقرأ … وقل لله أيدي الكاتبينا

وقائلة ٍ أما للقوم حامٍ … يقيهم ما نشاهد أو يقيا

أننكب ثم يتركنا ذوونا … لعاتٍ لا يخاف الله فينا

رويدك إن ربك قد وعاها … فظني الخير وانتظري اليقينا

أفاطم إن للضعفاء رباً … يديل لهم من المتجبرينا

رضينا بالحمام يكون صيداً … فما قنع الرماة بما رضينا

أبوا إلا النفوس فما استطعنا … سوى شكوى الضعاف العاجزينا

يديرون الحتوف على أناسٍ … ويقضون العذاب لآخرينا

أذابوا الأمهات أسى ً ووجداً … وطاحوا بالأبوة والبنينا

قضاءٌ طاش من فزعٍ وخوفٍ … ويحسبه الألى فزعوا رزينا

قتيل الشمس ليس له سوانا … فمرحى للقضاة العادلينا

أمن دعوى التعصب وهي زورٌ … تباح دماؤنا للغاصبينا

يقول القوم إصلاحٌ وعدلٌ … لعمر المصلحين لقد شقينا

بني التاميز كونوا كيف شئتم … فلن ندع الكفاح ولن نلينا

خذوا أنصاركم إنا نراهم … لنا ولقومنا الداء الدفينا

هم الأعداء لسنا من ذويهم … وليسوا في الشدائد من ذوينا

ذممنا عهدكم فمتى نراكم … تشدون الرحال مودعينا

دعوا ذكر الوفاق وما يليه … فما نسي الحمام ولا نسينا

زعمتم أن موعدكم قريبٌ … كذبتم أمة ً تحصي السنينا