أبا حسنٍ وأنت فتًى أديبُ – ابن الرومي
أبا حسنٍ وأنت فتًى أديبُ … له في كل مَكْرُمَة ٍ نصيبُ
أترضى أن تكونَ من المعالي … بمَدْعَى مُستغاثٍ لا يُجيبُ
أسأتَ فهل تنيب إليَّ أم لا … فها أنا ذو الإساءة والمنيبُ
ظننتُ بك الجميلَ فهل تلُمني … فإنك قد تُصيبُ ولا أصيبُ
لقد ولدتك آباءٌ كرامٌ … من الآباء ليس لهم ضَريبُ
فلا تَخْلُفْهُمُ في أمر مثلي … خِلافة َ من أطيبَ وما يَطيبُ
أحالَ المُنجِبون عليك أمري … فلم يَقْبل حَوَالتهم نجيبُ
وقلتَ وَرْثْتَ مجدَهُمُ فحسبي … بإرثِهمٌ وذلك ما أَعيبُ
ألا أنَّ الحسيبَ لَغيرُ حيٍّ … غدا وعمادُهُ مَيْتٌ حسيبُ
أترضى أن يقولَ لكَ المُرجِّي … لأَنت المرءُ راجيه يخيبُ
رضيتَ إذاً بما لا يرتضيهِ … من القومِ الكريمُ ولا اللبيبُ
أتأمنُ أن تُواقِعك القوافي … ويومُ وِقاعِها يوم عصيبُ
أَبنْ لي ما الذي تَأْوِي إليه … إذا ما القَذْعُ صَدَّره النسيبُ
أمعتصِمٌ بأنك ذو صِحابٍ … من الشعراء نصرُهُمُ قريبُ
وما تُجدي عليك ليوثُ غابٍ … بنُصرتها إذا دمَّاك ذيبُ
تَوقِّي الداء خيرٌ من تَصَدٍّ … لأيسرهِ وإن قَرُبَ الطبيبُ
أذلكَ أم تُدِلُّ بعزِّ قوم … قد انقرضوا فما منهم عَريبُ
ألا نادِ البرامكة انصروني … على الشعراء وانظر هل مُجيبُ
وكيف يُجيبك الشخصُ المُوارى … وكيف يُعزُّك الخدُّ التريبُ
ولو نُشروا لما نصروا وقالوا … أرَبْتَ فكان حقُّك ما يُريب
أتدعونا إلى حَرْبِ القوافي … لتَحربنا السلامة َ يا حريبُ
ألم تَرَ بذلَنا المعروفَ قِدْماً … مخافة َ أن يقومَ بنا خطيبُ
أذَلْنا دون ذلك كل عِلْقٍ … ومُلْتمِسُ السلامة لا يخيبُ
عليك ببذل عُرفك فاستجرْه … كذلك يفعل الرجل الأريبُ