أباهلَ إنِّي للحروب عواد – بشار بن برد
أباهلَ إنِّي للحروب عواد … وإِنَّ رِدائِي مُنْصُلٌ وِنجَادُ
أباهل هزوا لي فتى ً غير مدخلٍ … فإِنَّ سَمَاء الباهِلِيِّ جَمَاد
إذا ما رآني الباهلي ابن كشكشٍ … تَقنَّعَ أوْ ضَاقَتْ عَلَيْهِ بِلادُ
وإني لشغَّارٌ مراراً وربَّما … سهلتُ وعندي للخليلِ وداد
وهبْت لأَير الضَّالِمِيِّ أسْتَ شَاعِر … وقُدْت ابْن نِهْيَا والأَسُودُ تُقَادُ
فأصبحت لا أخشى عداوة مجلب … يَدُ اللّه دُوني واللِّسانُ حَصَادُ
أنا ابن ملوك الأعجمين تقطَّعت … عليَّ ولِي في العامِرِين عِمادُ
خطبْتُ وما أَهْدى لِيَ اللُّؤْمُ بِنْتَهُ … وشِبْتُ ومايحْمي حِمَايَ نِجَادُ
وحسْبُك أَنِّي منذ سِتين حِجَّة ً … أكيد عفاريت العدى وأكادُ
إِذَا الْخطْبُ لَمْ يُقْبِلْ عليَّ بِوجْهِه … فَتَكْتُ ولمْ يُضْرَبْ عليَّ سِدَاد
وما زِلْتُ في رَأْدِ الشَّبابِ الَّذِي مضى … وفي الشَّيْبِ يُرْجَى نائلِي ويُرَادُ
أجودُ العفاة الزَّائرين وربَّما … طلبت أمير المؤمنين أجاد
ومِنْ عجبٍ يعْدو عليَّ ابْن كَشْكشٍ … بِغُرْمول كِنْدِيرٍ عليْهِ سُهَادُ
أبا كَشْكَشٍ لمّا عَرفْتَ قصائِدِي … شَحَذْتَ لها في راحتَيْكَ زِناد
وأنت ابن لقاط النوى قد عرفته … وجدك زنجي أبوه رماد
لقدْ كان عبْداً لِلْقشيْرِيِّ حِقْبَة ً … وبئس الفتى عولى اليدين رقادُ
يقول له الكعبي في جنباته … عِلاجُكَ يابْنَ الفاعِلِينَ جِهَادُ
فلا تشتر الزنجيَّ إنك مفلح … بأحمر فالزنجي عنك عتاد
أَبا كَشْكَش وافَقْتَ زَيْداً لِفِعْلِهِ … وأنت لأُخرى والدخيس عياد
فأصبحت ترجو أن تسود عليهم … وهيهات ظن ابن الخليق فناد
لعمْرِي لقدْ أَخْطأتَ رَأيَكَ فِيهِمُ … وما كُلّ ما تَهْوَى أصَابَ مُرَاد
فَدَعْ عَنْك تشْبِيه الرُّقادِ فإنَّما … حَلَمْتَ ولا يُجْدِي عليْك رُقَاد
طوى الملك أولادَ الزِّنا عن مُخَنَّثٍ … لِداء اسْتِهِ مخطومَه وحسادُ
وما دافعُوهُ رغبة ً عن سَقامِهِ … ولكن أولاد الزناء خلادُ
أَبا كَشْكَشٍ لاتَدْعُ فِينا قَرَابَة ً … عرفت وعرفان القبيح رشاد
عليك بأولاد الزنا أنت منهم … وما لك في أهل الزكاء وسادُ
لِساداتِ أَوْلاد الزِّناءِ مزِيّة ٌ … عليك فلا تجْمعْ وفيك فُؤَاد
وما كل أولاد الزنا يستطيعهُ … من آباء أولاد الزناء جواد
أباهل فيكم عصبة ٌ مستفادة ٌ … لِئام القِرَى فُطْسُ الأُنوف جِعَادُ
أباهل ردوا أعبد الحي إنهم … جِعاد ومِنْ مالِ الكِرام تِلاد
لقَدْ شَانَ أوْلاَدَ الزِّناء سوَادهُ … وإن كان في بدر السماء سواد
بني كشكش غطوا أساتي نسوة ٍ … تزيدُ من طعنٍ وسوف تزاد
بناتٌ وزوجاتٌ وأختٌ وخالة ٌ … بها منِ شِعافٍ بالطَّعان كِباد
لقد نفدت أشرافنا بعد عذرة ٍ … وما لِعيونِ ابْنِ الخُلَيقِ نَفَاد
ومُشْفِقة ٍ مِنِّي على فرخ كَشْكَش … فقلْتُ لها بقياً عليْهِ فَسَاد
وما في هلاكِ ابْن الخُلَيْقِ لِرَهْطِهِ … فسادٌ ولكِنْ في البقاءِ فَسَاد
دَعَاني وما أَصْبحْتُ صوْت ابنِ كشْكشٍ … لأنكح أختيه وفيَّ بعاد
فقلْتُ له عِنْدِي مِن الطَّعن أَرْبع … صِلابٌ وماعِنْدِي لهُنَّ كِرادُ
عليك بطاووس الحبوش لأيره … مناعم زهر منهما ووعاد
نَزا بِك زِنْجِيٌّ وأمُّك سَلْفَعٌ … من البرص لا تصطادهم وتصادُ
فجِئْتَ كَبَغْلِ السوء بين عرِينة ٍ … وبين حمارٍ حطَّ عنه مزادُ
إذا صهلت أمَّاتُهُ حنَّ أيرهُ … لهنَّ فكانت مَحْجة ٌ وسِفادُ