إبراهيم محمد إبراهيم
نهايات – إبراهيم محمد إبراهيم
أضِفْ نقطةً سطرُكَ المُتمدّدُ أسرعُ خطوُكَ أسرعُ ضِفْ نقطةً قُل لها: مات قيسُ بِجنبيكَ مات ارتِعاشُكَ مُتَّ لكي ينتهي الأمرُ ضِفْ نقطةً دون هذي السيولِ أضِفْ جبلاً دون هذا الدّبيبِ من الذكرياتِ بِواديكَ ضِفْ قمراً أسودَ القلبِ في دربِها قُلْ لها: لا...
ضمأ البرتقال – إبراهيم محمد إبراهيم
لكِ البرتقالُ ولي ظمأُ الغصنِ طيلةَ هذا الغيابْ. فكيفَ تجفّينَ قبلي ..؟ ورَدْتُ اشتعالكِ حتى احترَقْتُ .. رِديني غديراً من العِشقِ صُبّي احتقانَ الليالي الطوالِ بقلبي فلمّا يزلْ فيهِ منكِ الكثيرْ. أنا وجهُكِ المُتشرّبُ بي وطريقُكِ، ذاك الذي لا يُرى حدّهُ .....
من هذا السكر – إبراهيم محمد إبراهيم
من هذا السّكّر مَنْ جاءَ يُحلّي، في الوقتِ المُرِّ .. ؟ وكَمْ سيُحَلّي .. ؟ عُتِّقنا في الإبريقِ وما عادَ السّكّرُ يُجدي .. لوْ بكّرَ يوماً، لسرى فينا قطراً وتماهى كالحُزنِ بِنا .. لكِنَّ الشايَ تخدّرَ واسوَدَّ ولمْ يأتِ الضيفُ فَمَنْ هذا...
سفر القرية – إبراهيم محمد إبراهيم
أوسعُ ما في الكونِ يضيقُ إذا انفَتَحَ القلبُ لها ولَها. يسهو .. فتفِرُّ الأيامُ خِفافاً من بينِ يديهِ ويكبو .. مثلَ حُروفِ العِشقِ على شفتيهِ إنْ فَزَّ لِيُدرِكَ ما فاتَ، إذا انْتبها. أسكرَهُ المَدُّ الهَمَجِيُّ بِبَحرِ الّليلِ مضى في غيبوبتِهِ، يتحرّى آثارَ...
هل أنت مثلي – إبراهيم محمد إبراهيم
هل أنتِ مثلي؟ أفصحي إن كنتِ مثلي .. عندما أغضبُ من نفسي أشتاقُ بِأن أقتصَّ منكِ عندما أغضبُ منكِ أجرحُ القلبَ بِهجرانِكِ كي أدنوَ من روحِكِ لا للبُعدِ عنكِ أفصحي إن كنتِ مثلي ..
من أين يجيء البرد – إبراهيم محمد إبراهيم
من أي الأنهارِ الدّفقُ الأعمى هذا؟ كم كُنتَ شفيفاً أبيضَ حين تحدّرْتَ من السّفحِ لقطفِ الجوريّةِ من حُضنِ الوادي. كم كُنتَ بسيطاً، يُغريكَ البوحُ فتسري في الأرضِ العطشى .. قُلتَ بأنّ معينَكَ لا يفنى، ففنيتَ وأفنيتْ. كيفَ تشِفُّ كقُمصانِ الصيفِ عن الّلوزِ؟...
مس من شتاء – إبراهيم محمد إبراهيم
دعيني أُقلّبُ دفترَ أحلامكِ القُزحيّةِ وانتظريني بلا زينةٍ .. ريثما أتهجّاكِ …………………………….. بين سطورِكِ ثمةَ ما يستحقُّ القراءةَ، ما زال في الليلِ متّسعٌ، والسماءُ الفسيحةُ، تكفي لدورةِ نجمٍ جديدْ. الشبابيكُ مُشرعةٌ، ترصُدُ الحُلمَ، نهرُكِ فاضَ، وأرسلَ خيطاً من البوحِ تنسجُهُ النسماتُ العذابُ...
ليلتي لم تنم – إبراهيم محمد إبراهيم
ليلتي لم تنمْ. نجمتي تتثاءبُ قلبي يُرتّبُ ما يتساقطُ من ورقِ العُمرِ عينايَ تغرَوْرِقانِ بما يُشبِهُ الدّمعَ كفّايَ تسترسِلانِ بشَعرِ المساءِ وأرصِفتي تتسابقُ قبلَ انتِباهِ الصباحِ إلىَّ أنا، من أنا؟ من هي الغجريّةُ تلكَ ؟ وماذا يدورُ بهذي الحديقةِ حين تنامُ الزّهورُ...
قلبي بين يديك – إبراهيم محمد إبراهيم
قلبي بين يديكِ وعمري في عينيكِ فيضُكِ أجنحتي وانا الطيرُ الهاربُ منكِ إليكِ
قفص الياسمين – إبراهيم محمد إبراهيم
أنا الليثُ في قفصِ الياسمينْ ومن هذهِ النافذةْ رأيتُكِ في شارع الليلِ ومضاً من اللهفاتِ الدّفينةِ يسري إليَّ فأشرعتُ قلبي لشمسِكِ كيما أذوبَ وأطفأتُ نورَ العرينْ
قبو الدمع – إبراهيم محمد إبراهيم
أدخلني قاسمُ في قبوِ الدّمعِ وقال: اعتصِرِ الرّوحَ هُنا .. كانَ يبوحُ، وكُنتُ أُلوّنُ بالأخضرِ ما تركَ البارودُ على خاصِرةِ النّهرِ من البُقعِ السوداءِ، وأمسحُ جُرحَ النّخلِ النازِفِ حينَ يفيضُ على خدّيهِ بقلبي .. أدخلني قاسِمُ سوقَ الورّاقينَ بلا قلمٍ، قال: اكتُب...
غفلة – إبراهيم محمد إبراهيم
كما تقفينَ على حدّ هذا اليقينِ العلِيّ تململتُ في حدّ شكّي .. على شعرةٍ نتدرّجُ في الحُبِّ، نحملُ أيّامنا المقبِلاتِ ونمضي، حديثاً من الشوكِ والياسمينْ. عدَوْنا، فما أسقطتْنا الرّياحُ ولكنْ، سقطنا على صدرِ غفلتِنا كالفراشِ على النارِ، حتى انتبهنا حنيناً تأجّجَ في...
سقوف – إبراهيم محمد إبراهيم
السماءُ وسقفُ البناء وسقفكَ .. كيف لا أنحني
جارة القلب – إبراهيم محمد إبراهيم
موسِمُ الطّلعِ في بابِها نارُها تستحِثُّ الفراشاتِ، نوّارُها ومضُ نجمٍ هوى وتشظّى قُلوباً تُرفْرِفُ بينَ حنايا النّخيلْ. جارةُ القلبِ تُلقي التحِيّةَ كُلّ مساءٍ عليهِ فيشهقُ ثُمّ تُوسّدُهُ راحتيها .. تقولُ له: أيّها الطّفلُ نَمْ فيفيقْ. جارةُ القلبِ منزِلُ هذا الغريبِ وغُربتُهُ جارةُ...
أمطرت عطشاً – إبراهيم محمد إبراهيم
لؤلؤاً تتقاطرُ في صحن قلبي فتنسابُ كل الفصول إلى برقها .. ما ارتوى الصّدرُ، ما جفّ لُؤلُؤها .. كلّما امتدّ نرجسُها نحو طيني، تصحّرتُ أمّارةٌ هذه النفسُ بالبرتُقال ويافا على بُعد غابة شوك .. أموتُ بشوك يدُلُّ عليك وموت توضّأ في مُقليك...
ألم – إبراهيم محمد إبراهيم
بيتٌ لا أسكُنُهُ لا يسكُنُني وامْرأةٌ تعصِفُ بي وتُؤنّبُ أوراقي إنْ سقطتْ أيُّ ربيعٍ هذا الموعودُ بألفِ خريفٍ؟ أيُّ زُهورٍ تلكَ المطعونةُ بالشوكِ ولا تتأوّهُ ..؟ أيُّ رجالِ الأرضِ أنا؟
اللقاء – إبراهيم محمد إبراهيم
تقولُ: غداً سأراكَ لتأخُذَني من يدي .. فأسرجْتُ أمسي ويومي بنورِ غدي. عزائي بمن غادروني وحيداً على هذه الأرضِ أني أعيشُ على موعِدي. فلا تتركينيَ نهبَ التّلهّفِ يغفو الخيالُ على ساعِدي.
أصغر كائنين – إبراهيم محمد إبراهيم
لوزِيّةُ العينينِ وارِفةُ الظّلالِ على جديلتها تحُطّ فراشةٌ عطشى وسِربُ نوارِسي. في كفِّها خطٌّ يقولُ بأنها تهوى .. وفوقَ جبينها خطّانِ لا يتلاقيانِ لكوكبينْ. في الضفّةِ الأخرى لنهرِ الليلِ تسهرُ نجمتي فتضِجُّ بالنعناعِ كِلتا الضّفّتينْ. عُرسٌ بلا صَخَبٍ تشرّبهُ الظلامُ وفرحةٌ تنسابُ...