أبو تمام
نُحَاوِلُ شيئاً قَدْ تَولَّى فَوَدَّعا – أبو تمام
نُحَاوِلُ شيئاً قَدْ تَولَّى فَوَدَّعا … وهيهاتَ منه أنْ يعودَ فيرجعا خشنتَ على التأديبِ فهماً ومنطقاً … ولنتَ على الأيامِ ليتاً وأخدعا وأقبلتِ الأيامُ ترتادُ مصرعاً … لجنبكَ فارتدْ إذْ تيقنتَ مضجعا
إذا ما شبتَ حسنَ الدي – أبو تمام
إذا ما شبتَ حسنَ الديـ … ـنِ منكَ بصالحِ الأدبِ فممنْ شئتَ كنْ فلقدْ … فَلَحْتَ بِأَكْرَمِ النَّسَبِ فنفسُكَ قَطُّ أَصْلِحٍها … ودعني منْ قديم أبِ
هل اجتَمَعَتْ عَلْيا مَعدٍّ ومَذْحِجٍ – أبو تمام
هل اجتَمَعَتْ عَلْيا مَعدٍّ ومَذْحِجٍ … بِمُلْتَحَمٍ إلاَّ وَمِنَّا أمِيرُها؟ بَلِ اليَمَنُ اسَتعلَتْ لَدَى كل مَوْطِنٍ … وصارَ لطيءٍ تاجها وسريرها محرمة ٌ أكفالُ خيليَ في الوغى … ومَكْلومَة ٌ لَبَّاتُها ونُحورُها حرامٌ على أرماحنا طعنُ مدبرٍ … وتندقُّ بأساً في الصدورِ...
إنْ كانَ غيركَ الإسراءُ والنعمُ – أبو تمام
إنْ كانَ غيركَ الإسراءُ والنعمُ … فلَمْ يُغَيرْني عَنْ مَحْتَدِي العَدَمُ إذا أناخَ عليَّ الدهرَ كلكلهُ … قراهُ صبراً وعزماً مني الكرمُ فإِنْ عَلَتْنِيَ مِنْ أَزْمَانِهِ ظُلَمٌ … صَبَرْتُ نَفْسِيَ حتَّى تُكشَفَ الظُّلَمُ فكُلُّ هذا مَنَحْتُ الحَادِثَاتِ بِهِ … إني امرؤٌ ليس...
أفيكمْ فتى حيُّ فيخبرني عني – أبو تمام
أفيكمْ فتى حيُّ فيخبرني عني … بِما شَرِبَتْ مِشْروبَة ُ الرَّاحِ مِنْ ذِهْني غدتْ وهيَ أولى من فؤادي بعزمتي … ورحتُ بما في الدنِّ أولى من الدنِّ هي عزمة ٌ كالسيفِ إلا أنها … جعلتْ لأسبابِ الزمانِ قضوبا لقدْ تركتني كأسها وحقيقتي...
وعاذلٍ عذلته في عذله – أبو تمام
وعاذلٍ عذلته في عذله … فظنَّ أني جاهلٌ من جهلهِ ما غبنَ المغبونَ مثلُ عقلهِ … مَنٍ لكَ يوماً بأَخِيكَ كُلهِ؟ لبستُ ريعاني فدعني أبلهِ … رأيَ ابنِ دهرٍ غَرِقاً في خبلِهِ أَعْلَمَ مِنْهُ بِحُداءِ إِبْلِهِ … قَدْ لَعِبَتْ أَيْدي النَّوَى بِشَمْلِهِ...
ما ابيضَّ وجهُ المرءِ في طلبِ العلى – أبو تمام
ما ابيضَّ وجهُ المرءِ في طلبِ العلى … حتَّى يُسوَّدَ وَجْهُهُ في البِيدِ وصَدَقتِ إِنَّ الرزْقَ يَطلبُ أَهَلُهُ … لكنْ بِحِيلَة ِ مُتْعَبٍ مَكْدُودِ
لَوْلا القَدِيمُ وحُرْمَة ٌ مَرْعِيَّة ٌ – أبو تمام
لَوْلا القَدِيمُ وحُرْمَة ٌ مَرْعِيَّة ٌ … لقطعتُ ما بيني وبينَ هشامِ لا حرمة َ الأدبِ القديم يحوطُها … وأرَاهُ يَجْهلُ حُرْمَة َ الإِسلامِ فكأنَّما كانَتْ مَودَّتُنا له … وإماؤنا حلماً من الأحلامِ وتصرفُ الإخوانِ إنْ كشفتهمْ … ينسيكَ طولَ تصرفِ الأيامِ
رسولُكَ الخطيُّ يومَ الوغى – أبو تمام
رسولُكَ الخطيُّ يومَ الوغى … تُرْدِفُه بالأبيضِ الصَّارِمِ مَنْ نَامَ عن مَكْرُمَة عامِداً … فلستَ عنها الدهرَ النَّائِمِ لم يُرَ في عِتْرَتِهِ مِثْلهُ … أنصَفَ لِلمَظلُومِ مِنْ ظالِمِ لكنَّه يَمطُلُ حقّاً مَضَى … بِه ليَ التَّسجيلُ مِنْ حاكِمِ
أبا القاسم أسلمْ في وفودٍ من القسمِ – أبو تمام
أبا القاسم أسلمْ في وفودٍ من القسمِ … ولا زالَ منْ حاربته داميَ الكلمِ رَأَيْتُكَ تَرْعَى الجُودَ مِنْ كلِ وِجْهَة … وتبني بناءَ المجدِ في خطة ٍ النجمِ وذا شيمٍ سهلية ٍ حسنية ٍ … رَئِيسيَّة ٍ صِيغَتْ مِنَ الجَبْرِ والحَطْمِ إذا...
شِعْبِي وشِعْبُ عُبَيْدِ اللَّهِ مُلْتَئِمُ – أبو تمام
شِعْبِي وشِعْبُ عُبَيْدِ اللَّهِ مُلْتَئِمُ … وكيفَ يَختلِفانِ السَّاقُ والقَدَمُ صَمْصَامَتِي اتهَمُوني في صِيانَتِها … هلْ كانَ عمروُ على الصمصامِ يتهمُ سيفي الذي حدُّه منْ جانبي أبداً … ناب ومنْ جانبِ القومِ العدى خذمُ ذقنا الصدودَ فلما اقتادَ أرسننَا … حنتْ حنينَ...
مُحَمّدَ بنَ سَعيدٍ أَرْعِني أُدُناً – أبو تمام
مُحَمّدَ بنَ سَعيدٍ أَرْعِني أُدُناً … فما بأذنِكَ عنْ أكرومة ٍ صممُ لم تسقَ بعدَ الهوى ماءً على ظمأٍ … كَماءِ فافِية ٍ يَسْقِيكَها فَهِمُ منْ كل بيتٍ يكادُ الميتُ يفهمُه … حُسْناً ويَحسُدُه القِرطَاسُ والقَلَمُ مالي ومالكَ شبهٌ حينَ أنشدُه …...
إعلَمْ وأنتَ المَرْءُ غيرَ مُعَلمِ – أبو تمام
إعلَمْ وأنتَ المَرْءُ غيرَ مُعَلمِ … وافهمْ جعلتُ فداكَ غيرَ مفهَّمِ إنَّ اصطناعَ العرفِ مالم توله … مستكملاً كالبردِ مالمْ يعلمِ والشُّكْرُ ما لم تَسْتَتِرْ بِصَنِيعه … كالخَط تَقْرَأهُ وليسَ بِمُعْجَمِ وتَفنُّني في القَوْلِ إكثَارٌ وقَدْ … أسرجتَ في كرمِ الفعال فألجمِ
لا يُحْمَدُ السَّجْلُ حتَّى يُحكَمَ الوَذَمُ – أبو تمام
لا يُحْمَدُ السَّجْلُ حتَّى يُحكَمَ الوَذَمُ … ولا تربُّ بغيرِ الواصلِ النعمُ وفي الجَواهرِ أشبَاهٌ مُشَاكِلَة ٌ … وليسَ تَمْتَزِجُ الأنوَارُ والظُّلَمُ وربَّ خطبٍ رمى إلفينِ فانصدعا … عَنِ المَوَدّة ِ والأسبَاب تلْتَئِمُ يصورُ قلْبيَهما عَهدٌ يُجَددُه … طولُ الزمانِ ولا يغتالُه...
إني لأستحيي يقينيَ أن يُرى – أبو تمام
إني لأستحيي يقينيَ أن يُرى … لِشَكيَ في شيءٍ عليهِ سَبِيلُ وما زَالَ لي عِلْمٌ إذا ما نَصَصْتُهُ … كَثيرٌ بأنَّ الظَّرْفَ فيكَ قَليلُ وإنْ يكُ عدا عن سواكَ إليكَ بي … رَحِيلٌ فلي في الأرض عنكَ رَحيلُ أبى الحزمُ لي مكثاً...
عجبٌ لعمركَ أنَّ وجهكَ معرضٌ – أبو تمام
عجبٌ لعمركَ أنَّ وجهكَ معرضٌ … عني وأَنْتَ بِوَجْهِ فِعْلِكَ مُقْبِلُ برٌّ بدأتَ بهِ ودارٌ بابُها … للخلقِ مفتوحٌ ووجهكَ مقفلُ أو لا ترى أنَّ الطلاقة جنة … من سوء ما تجني الظنونُ ومعقلُ حَلْيُ الصَّنِيعَة ِ أنْ يكونَ لِرَبَّها … لَفْظٌ...
قدْ عرفناهُ دلائلَ المنعِ أوْ ما – أبو تمام
قدْ عرفناهُ دلائلَ المنعِ أوْ ما … يشبهُ المنعَ باحتباسِ الرسولِ وافتَضَحْنَا عندَ الزَّبيبِ بِما صَحَّم … لديهِ من قبحِ وجهِ الشمولِ فَاجَأَتْنَا كَدْرَاءُ لم تُسْبَ مِنْ تَسْـم … ـنيمِ جريالها ولا سلسبيلِ مِنْ عُقارٍ لا ريحُها نَفْحة ُ المِسْـ … ـكِ...
أَجَمِيلُ ما لَكَ لا تُجِيبُ أَخاكا – أبو تمام
أَجَمِيلُ ما لَكَ لا تُجِيبُ أَخاكا … ماذا الذي باللهِ أنتَ دهاكا أغنى ً ظفرتَ بهِ فإني في غنى ً … منْ نعمة ِ اللهِ التي أعطاكا بَلْ لا نَسِيتَ ولا أَلُومُكَ خُلَّتي … ولئن فعلتَ لحادثٌ أنساكا ستلومُ يوماً سوءَ رأيكَ...