هي دار غيبته فحي قبابها – حيدر بن سليمان الحلي
هي دار غيبته فحي قبابها … والثم بأجفان العيون ترابها
بذلت لزائرها ولو كشف الغطا … لرأيت أملاك السما حجابها
ولو النجومُ الزهرُ تملِكُ أمرها … لهوت تقبل دهرها أعتابها
سعُدت بمنتظر القيام ومَن به … عقدت عيون رجائه أهدابها
وَسَمت على أمِّ السما بمواثلٍ … وأبيكَ ماحوتِ السما أضرابها
بضرايح حجبت أباه وجده … وبغيبه ضربت عليه حجابها
دارٌ مقدَّسة ٌ وخيرُ أئمَّة ٍ … فَتح الإلهُ بهم إليه بابها
لهُم على الكرسيّ قبّة سؤددٍ … عَقدَ الإلهُ بعرشهِ أطنابها
كانوا أظلَّة َ عرشهِ وبدينِه … هبطوا لدائرة غدوا أفطابها
صدعوا عن الرب الجليل بأمره … فغدوا لكل فضيلة أربابها
فهدوا بني الالباب لكن حيروا … بظهورِ بعض كمالِهم ألبابها
لا غروَ إن طابت أرومة مجدِها … فنمت بأكرم مغرس أطيابها
فالله صور آدما من طينة … لهم تخيَّر محضَها ولُبابها
وبراهمُ غُرراً من النُطفِ التي … هي كلَّها غررٌ وَسل أحسابها
تُخبرَك أنَّهمُ جروا في أظهرٍ … طابت وطهَّر ذو العُلى أصلابها
وتناسلوا فإذا استهلَّ لهم فتى … نسجت مكارمه له جلبابها
حتى أتى الدنا الذي سيهزها … حتى يدك على السهول هضابها
وسينتضي للحرب محتلب الطلى … حتى يُسيلَ بشفرتيه شعابها
ولسوف يُدرِكُ حيثُ ينهضُ طالباً … ترة له جعل الله طلابها
هو قائمٌ بالحقِّ كم من دعوة … هزَّتهُ لولا ربُّه لأجابها
سعُدت بمولِدِهِ المباركِ ليلة ٌ … حَدرَ الصباحُ عن السرورِ نقابها
رجعت إلى عصرِ الشبيبة ِ غضَّة … من بعد ماطوت السنين شبابها
يا من يُحاولُ أن يقومَ مهنيّاً … إنهض بلغت من الأمور صوابها
وأشر إلى من لا تشير يدُ العُلى … لِسواهُ إن هي عَدَّدت أربابها
هو ذلك الحسن الزكيُّ المجتبى … من ساد هاشم شيبها وشبابها
جمع الأله به مزايا مجدها … ولها أعادَ بعصرِه أحقابها
نُشِرت بمن قد ضمَّ طيَّ ردائِه … أطهارَها، أطيابها، أنجابها
وله مآثر ليس تحصى لو غدت … للحشرِ أملاكُ السما كتّابها
ذك الذي طلب السماء بجده … وبمجده حتى ارتقى أسبابها
مالعلم منتحلا لديه وإنما … وَرثَ النبوَّة َ وحيَها وكتابها
يا من يريش سهامَ فكرتِه النهى … فلأي شاكة أراد أصابها
ولدتكَ أمُّ المكرماتِ مبرَّءاً … مما يُشينُ من الكرامِ جنابها
ورضعت من ثدي الأمامة علمها … مُتجلبباً في حجرِها جلبابها
وبنورِ عصمتِها فُطمت فلم ترث … حتى بأمر الله نبت منابها
… وغداً تلون ثوابها وعقابها
وإليكم جَعل الإلهُ إيابها … وعليكم يوم للعاد حسابها
يامن له انتهت الزعامة في العلى … فغداً يروض من الأمور صعابها
لو لامست يدك الصخورَ ولفجَّرت … بالماء من صم الصخور صلابها
ورعى ذِمام الأجنبين كما رعى … لنبي أرومة مجده أنسابها
رقت الأنام طبايعاً وصنايعاً … بهما ملكت قلوبها ورقابها
وجدتك أبسط في المكارم راحة … بيضاء يستسقي السحاب سحابها
لله دارك إنّها قِبَلُ الثنا … وبها المدايح أثبتت محرابها
… رضوانُ بِشرك فاتحٌ أبوابها
فأقم كما اشتهت الشريعة ُ خالداً … تطوي بنشرك للهدى أحقابها