لمن الرواسم يرتمين صواديا – أحمد محرم

لمن الرواسم يرتمين صواديا … ويجزن بالعذب الروي أوابيا

الطالعات على الصباح حنادساً … الساريات مع الظلام دراريا

الداميات مناسماً وغوارياً … المدميات جوانحاً ومآقيا

الحائمات مع النسور جوارحاً … العاديات على الأسود ضواريا

مرت بمهتزم الرعود قواصفاً … وجرت بمخترق الرياح هوافيا

وسرت بملتمع البروق خواطفاً … تفري أهاضيب الغمام هواميا

حاولن عند الشعريين مآرباً … وحملن ملء الخافقين أمانيا

عفن البقاع خصيبها وجديبها … وبني الزمان رشيدهم والغاويا

أين الرشاد من النفوس نوازعاً … للشر تستبق الضلال نوازيا

أين المسامع والعقول فإنما … تجدي المقالة سامعاً أو واعيا

أمسكت عن بعض القريض فلم أجد … في الصحف إلا لائماً أو لاحيا

إيهاً فإن من السكوت بلاغة ً … جللاً تفيض على العقول معانيا

صنت القريض عن المحال وأرجفوا … حولي فما جاوبت منهم عاويا

وحميت من عرض المقال ولا أرى … فيمن أراهم للحقيقة حاميا

من أين لي بفتى ً إذا علمته … لم ألفه عند التجارب ناسيا

من لي به حر اليراع أبيه … عف النوازع والمطامع عاليا

يستصغر الدنيا أمام يقينه … فيصد عنها مشمئزاً زاريا

يأبى النعيم ملطخاً بمذلة ٍ … ويرى مقام السوء عاراً باقيا

إني رأيت من المقال مناقباً … مأثورة ً ووجدت منه مخازيا

وعلمت أن من الخلال مراقياً … تعلي جدود معاشرٍ ومهاويا

ولقد بلوت الكاتبين جميعهم … فوجدت أكثر ما يقال دعاويا

شدوا العياب على هناتٍ لو بدت … ملأت مناديح الفضاء مساويا

لا بوركت تلك الأكف فإنها … ضربت على الألباب سداً عاتيا

حجبت صديع الرشد عنها فارتمت … تجتاب ليل الغي أسفع داجيا

سلني أنبئك اليقين فإن لي … علماً بما تخفي السرائر وافيا

ألفيت أصدق من بلوت مداهناً … ورأيت أمثل من رأيت مداجيا

بعثوا الصحائف يلتوين كأنما … بعثوا بهن عقارباً وأفاعيا

يلسبن من صدع العماية زاجراً … وأهاب بالشعب المضلل هاديا

صحفٌ يزل الصدق عن صفحاتها … ويظل جد القول عنها نابيا

لو يبغيان بها القرار لصادقا … في غفلة الحراس منها ماحيا

ماجت فجاج المشرقين مصائباً … وطغت شعاب الواديين دواهيا

حاقت بنا الأزمات تترى وانبرت … فينا الخطوب روائحاً وغواديا

جفت أمانينا وكن حوافلاً … وهوت مطامعنا وكن رواسيا

إنا لنضرب في غياهب غمرة ٍ … تتكشف الغمرات وهي كماهيا

نبكي تراث الغابرين مقسماً … ولو استطاع لقام يبكي الباكيا

ذهب الرجال العاملون فما ترى … في القوم إلا ناعباً أو ناعيا

هدموا من الشرف المرفع ما بنوا … ومحوا معالمه وكن زواهيا

طارت به هوج العصور عواصفاً … ومضت به نكب الخطوب سوافيا

فإذا نشدت نشدت رسماً عافياً … وإذا رأيت وسماً خافيا

يا للمشارق صارخاتٍ ولهاً … تدعو المغيث وتستجير الكافيا

عدت الخطوب وما برحن جواثماً … وهفت بهن وما فتئن جواثيا

ملكت سبيلها الغزاة وإنني … لإخال خفق الريح فيها غازيا

أخذ العقوق على بينها موثقاً … لم يلف محكمه لديهم واهيا

صدقوا العدو ولاءهم وتمزقوا … خصماء فيما بينهم وأعاديا

فهمو المعاول إن رماهم هادماً … وهمو الدعائم إن علاهم بانيا

وهمو السلاح إذا يشيخ مناجزاً … وهمو العديد إذا يصيح مناويا

مالي أهيب بمن لو أني نافخٌ … في الصور ما نبهت منهم غافيا

أفزعت أصحاب الرقيم منادياً … وعصفت بالعظم الرميم مناجيا

هي صرعة ٌ من رازحين تقاسموا … ألا يفيقوا أو يجيبوا الداعيا

ليت الزلازل والصواعق في يدي … فأصبها للغافلين قوافيا

فنيت براكين القريض ولا أرى … ما شفني من جهل قومي فانيا

فلئن صمت لأصمتن تجلداً … ولئن نطقت لأنطقن تشاكيا