ولمَّا جلَّ عتبي حلِّ غيبي – محيي الدين بن عربي
ولمَّا جلَّ عتبي حلِّ غيبي … على عيني فصيرهُ عديما
وعندَ شهودِ ربي دبَّ حيٌّ … على قلبي فغادره سليما
ولمَّا فاحَ زهري هبَّ سري … على نوري فصيَّره هشيما
ولما اضطرَّ أهلي لاحَ نارٌ … منَ الرحمنِ صيرني كليما
ولما كنت مختاراً حبيباً … وكانَ براقُ سيري بي كريما
مطوتُ ولمْ أبالِ بكلِّ أهلٍ … تركتُ فعدتُ رحماناً رحيما
وكنتُ إلى رجيم البعدِ نجماً … دوينَ العرشِ وقاداً رجيما
ولما كنتُ مرضياً حَصوراً … وكانَ أمامَ وقتِ الشمسِ ميما
لحظت الأمر يسري من قريبٍ … على كفرٍ يصيرهُ رميما
وكنتُ به لفردٍ بعدَ ستٍّ … لعامِ العقدِ قواماً عليما
فلو أظهرت معنى الدهرِ فيه … لأعجزت العبارة َ والرقوما
ولكني سترتُ لكونِ أمري … محيطاً في شهادتِه عظيما
فغطيتُ الأمورُ بكلِّ كشفٍ … لعين صارَ بالتقوى سليما