لا تفرحنَّ ببشرى الوقت إن لها – محيي الدين بن عربي
لا تفرحنَّ ببشرى الوقت إن لها … شرطاً تعينه الأحكام بالحال
فإن علمت بأنَّ الحالَ دائمة ٌ … إلى انفصالكَ عنْ إصرٍ وأغلالِ
فتلكَ بشرى لكمْ من عندِ ربكمُ … وما تقدَّمَ بشرى الحالِ في الحالِ
فقد يقالُ لنا وعد نسرُّ به … ولا يقيد في شَرطٍ بإخلال
فتأخذنهُ وعينَ الشرطِ تجهلهُ … لأنَّ حرصكَ لمْ يخطرهُ بالبالِ
المكر يصحبه لو كنتَ تعقله … وليسَ يحذرهُ إلا كأمثالي
لذا طلبتُ من الله النصوصَ ولم … أفرح بما ضمنه تفصيلُ أحوال
النصُّ بالدونِ أولى بي وأحسنُ لي … في مجمل القولِ بالبشرى من العالي
إنَّ الرجالَ الذين الله يعصمُهم … قدْ عاينوا فضلهُ في عينِ اجمالِ
إذا تجردَ لي عنْ مثلِ صورتِهِ … جوداً ولقبني بالنائبِ الوالي
فكيف يبخل من هذي سجيَّتُه … برحمة ٍ تجمعُ الأعلى مع التالي
وذاك ظني فإن العلمَ منقصة ٌ … هنا فلا تصغين للقيلِ والقال