في فؤادِ العارفينَ بصرْ – محيي الدين بن عربي
في فؤادِ العارفينَ بصرْ … ما له في المؤمنين خَبَرْ
حظُّهُ علمٌ ومعرفة ٌ … ليس يدري ما يقول حير
يعرف الأشيا مشاهدة … ما له في علمِ ذاك نظر
يثبت الأشياء الموجده … أدباً وما رأى منْ أثرْ
كالذي جاءتْ مسطرة ً … وهيَ سرٌّ في قضا وقدرْ
عالم بكلِّ ما نسبوا … فعله لله أو لبشر
شاهَدَ خلافَ ما شهدوا … عالم إن الإله ستر
واقتدى فيه بموجده … وعفا عمَّا جرى وصبرْ
وادّعاه الحقُّ فيه كما … جاء في نص الهدى وغفر
فهوَ ذو علمٍ على حدة ٍ … قابل بما الوجود ظهر
ما نرى فيه منازعة … مثبتٌ ما قدْ بقيَ وغبرْ
أخرسٌ أعمى معلقة ٌ … يدُه فلا يزالُ بشر
إنَّهُ في كونِهِ عدمٌ … مثلُ نورٍ قد بدا بقمر
فتقولُ العينُ ذاكَ لهُ … ويقولُ البدرُ لا وعبرْ
هكذا أمرُ الوجودِ فكنْ … لا تكن واسكت وقل بقدر