توليتُ عنها طاعة ً حيثُ ملَّت – محيي الدين بن عربي
توليتُ عنها طاعة ً حيثُ ملَّت … فيا ليتَ شعري بعدنا هل تولّتْ
تأملتُ خلفي هلْ أرى رسمَ دارِها … فقالتْ ظنوني : لا تخفْ ما تخلَّتِ
تمتْ إلينا وهي تهجر ذاتنا … فأفنى وجودي عينها فاستقلَّت
تغافلتُ عنها مذُ علمتُ بأنَّها … إذا بنتُ عنها أنها وجه قبلتي
تعجبتُ مني ثم منها لعلمها … وجهلي لمَّا أنْ ضللتُ وضلَّتِ
ترى ليت شعري هل ترى العلم حيرة … وبالجهلِ عزَّتْ ثمَّ بالعلمِ ذلَّتِ
تخاطبُها مني سرائرُ ذاتها … فما أنا منها غيرها حيثُ حلِّتِ
تولت وما بانت وبانت وما مشت … لأني معلولٌ لها وهيَ علتي
توهمت فيها حين قلتُ بأنها … هي الشرط في كوني وكان لغفلتي
تعاليتِ يا ذاتي فما ثَمَّ غيرنا … وما هيَ عيني فاعلموا أصلَ حيرتي