ظهورُ الأمور خلافٌ البطونِ – ابن الرومي
ظهورُ الأمور خلافٌ البطونِ … وغيبُ الصدور خفِيُّ الكُمُونِ
وكم صاحبٍ غرَّني حبله … فأعصمتُ منه بغيرِ الأَمُون
تناسيت عهدِي أبا جعفرٍ … كأَنِّيَ مِنْ سالفاتِ القرون
لئن كانَ غيبُكَ لي هكذا … فلا زلتَ مني بدارِ شَطون
أَظُنُّ القراطيسَ في مِصْركُمْ … تخوَّنها ريبُ دَهْرٍ خئون
فلو أنَّها صفحات الخُدود … يُكتَّبُ فيها بماءِ العيون
لما أعوزتْك ولكن جَفَوْتَ … فألغيتَ شأني خلالَ الشؤون
تراه إذا أنت فكرت في … ه كالعِبْء تحمله بالجفون
تَهابُ دواتك حتى كأنْ … نَ حَوْضَ دواتِكَ حوضُ المَنون
وظَلَّ كتابيَ ملقى ً لديك … بدار اطراحٍ ومثواة ِ هُونِ
إذا ما دخلْتَ فلاحظتَهُ … نظرتَ إليه بطرفٍ شَفون
أبا جعفرٍ عَدِّ عنيِّ وعنْ … كَ وُدّاً تُزَيِّنُهُ بالعُهون
ولا تَخْدعَنِّي ولا يَخْدَعنْ … ك لفظٌ تَزَيِّنْه بالرقون
فإني امرؤٌ قلَّ من لا أرى … له شجناً فيُرى من شجوني
ولستُ أكُدُّ أخي بالعتا … ب عند تماديه كدَّ الحَرون
ولا أشْتَرِي وُدَ شكسٍ به … ولا يَشْترِي النَّاسُ وُدِّي بدُون
وما كان مثلُك في شأَنهِ … ليُحْجَب عن سِرِّ نفسِي المَصون
فلا تغضبنَّ أبا جَعْفرٍ … فإني صَدقْتُك عينَ اليقين