ألا يا قلب مالك لا تذوب – أحمد فارس الشدياق
ألا يا قلب مالك لا تذوب … على فقد الحبيب وفيك حوب
ويا دمعي الذي بل التراقي … يصبّ على مصابي او يصوب
اعني حيث مالي من معين … واعنتني من الدهر الخطوب
واخمد نار احزاني ووجدي … تسعر في الحشا ولها لهيب
انادي من فقدت وليس يجدي … نداي بعد ان حان المجيب
اغالته المنية وهي غوةل … والا غاله في الغيل ذيب
وايا كان فالخسران حلفى … وما لي غيره ابدا نصيب
ستتركني الاماني دون نفس … تمناها ويصحبني الشجوب
نجوت من المطارد والمعادي … وسيفي في جماجمهم قضيب
فادركني من المقدور ما لا … يداوى منه حذر او طبيب
وابت مآب محروم لهيف … يصلب وليس يدري من يصيب
وماذا تنفع البيض المواضي … وطرف هيكل نهد نجيب
ولست بمدرك ثارا عليه … ومثلي من يهم ولا يخيب
وما سيرى إلى الاوطان وحدي … وعني بان مونسي الحبيب
لئن ضننت عليه الارض يوما … بقبر فهو في صدري رحيب
وان ترك الحمام قميصه لي … فذاك قميص يوسف لا يؤوب
الا يا نار قلبي الدهر زيدي … لظى فالموت لي خير وطيب
فمالي بعد في الدنيا سرور … وما من دونه عيشي يطيب
ساقضي ظمء عمري في نحيب … عليه وان يدم حزني النحيب
واني ان اقم ما بين اهلي … فما انا بعده الا غريب