أبيت والسيف يعلو الرأس تسليما – جبران خليل جبران
أبيت والسيف يعلو الرأس تسليما … وجدت بالروح جود الحر إن ضيما
تذكر العرب والاحداث منسية … ما كان إذ ملكوا الدنيا لهم خيما
لله يا عمر المختار حكمته … في أن تلاقي ما لاقيت مظلوما
إن يقتلوك فما إن عجلوا أجلا … قد كان مذ كنت مقدورا ومحتوما
هل يملك الحي لو دانت له أمم … لأمر ربك تأخيرا وتقديما
لكنها عظة للشرق اوسعها … مصابه بك في الاخلاد تجسيما
لعله مستفيق بعد ضجعته … او مستقيل من الخسف الذي سيما
أجدر برزئك لم تحذر عواقبه … ان يفجع العرب تخصيصا وتعميما
وأن يؤجج نارا من حميتهم … وأن يرد فرند الصبر مثلوما
هيهات نوفيك والأقوال عدتنا … حقا ونوفي الصناديد المقاحيما
من الاولى صبروا الصبر الجميل وقد … ذاقوا الكريهين تقتيلا وتكليما
عل أشاقهم الباقي على كمد … وعل أروحهم من قر مرحوما
قد أثموكم وكم من مثلة نزلت … بالأبرياء وبالبرار تأثيما
وإنما ذنبكم ذنب الاولى جعلوا … دق الهوى للحمى دينا وتعليما
أمضوا رفاقا كراما حسبكم عوضا … فخر عزيز على الخطاب إن ريما
قد سرتم في سبيل الخير سيرتكم … محققين رجاء خيل موهوما
لا حاكما دون ما أحوت ضمائركم … تراقبون ولا ترعون محكوما
يحطم العظم منكم دون بغيتكم … فما تهون ويأبى العزم تحطيما
ليس الارادة إلا من يكون على … رأي ومن يتناهى فيه تصميا
ما السجن حين يذاد الخسف عن وطن … بعاره باء في الاوطان موصوما
يغني من الشمس في أعماق ظلمته … برق من الامل الموموق إن شيما
عدن على طيبها لو شيب كوثرها … بظل باغ لعاد الورد مسموما
ما الموت إن تك منجاة البلاد به … من غاصب وانتصاف الشعب مهضوما
هذا هو العيش والقسط العظيم به … من خالد الفخر فوق العمر تقويما
إن الفداء لغلى ما حمدت له … أخى وإن كان في أولاه مذموما
وما اعتدال زمان لا يقومه … بنوه بالصبر والإقدام تقويما
كم كبل الحق بالاصفاد من قدم … فلم تضره ورد البطل مهزوما
وسام صبرا الى أن فاز مقتحم … يفك شعبا من الضيم الذي سيما
يا سادة أطلعت مصر بهم شهبا … والليل خيم بالحداث تخييما
فما ونوا للحمى عن واجب وبنوا … للمجد فيه طرافا كان مهدوما
أعزة إن بدا من فضلهم أثر … فكم لهم من جميل ظل مكتوما
وللفدى كالندى حال منزهة … في حكمها ينفس المجهول معلوما
شاركتم الجار في خطب ألم به … وما ادخرتم لشيخ العرب تكريما
كذا تكافيء مصر العاملين بما … يعدو الماني تمجيدا وتعظيما
أكرم بها وهي تحنوا الراس هاتفة … تحية أيها القتلى وتسليما