ليالي بيروتية في حقائب سائح عربي – عبدالله البردوني

سواها ، حلوة أطرى … وهات زجاجة أخرى

وثالثة واربعة … وأنت بعادتي أدرى

لسؤول ملاييني … أعدوا السهرة الكبرى

لأمّي ـ للحم الناس … من كل المدى ـ أقرى

مزاج السيّد البرميل … ضار ، يعشق الأضرى

فهاتوا الأغنج الأقوى … وهاتوا العانس الشعرى

وهاتوا الأرشق الطولى … وهاتوا الأسمن الصغرى

لأن حقائب السلطان … من حلواتنا أغرى

ومن أجسادنا أملى … فمن بجلودنا أخرى ؟

لأنّ بلاده جربى … بدون إرادة ، أثرى

فأمسى الوحش ، في (المبغى) … وفي المذياع ، ما أبرى

وكانت تلبس اللحظات … نهرا طائرا المجرى

وكان اللّيل يستلقي … كسقف الحانة السهرى

وكانت غرفتي العطشى … بأظفار الأسى شجرا

كعصفور بلا لون … يجيء الحلم والذكرى

كأشلاء من الأحجار … تكبر ، ترتدي تعرى

كشرطين يقتسمان … فخذ أجيرة سكرى

وكان السوق سيّافا … حصانا ، من حلى كسرى

وبحرا ، يمتطي مهرا … ومهرا ، يمتطي الصحرا

وللأبواب أنفاس … كسجن ، يطبخ الأسرى

وكانت أنجم تدنو … تواسي الحانة الحسرى

وشاب الليل ، والسلطان … في بوابة المسرى

يغوص بعمق رجليه … من اليمنى ، إلى اليسرى

ومن كبش ، إلى شاة … ومن أهنا ، إلى أسّرا

لها ترتجيه (القدس) … يرفع بيرق البشرى

من ذا هنا يقتلني ؟ … ماذا هنا أقتله ؟

لا شيء غير ميت … وميت يحمله

الوقثت لا يمضي ولا … يأتي خوت أرجله

أقدامه رؤوسه … رؤوسه أسفله

أمامه وراءه … … آخره أوّله

لا ينهي لغاية … لأنّ لا بدء له

ماذا أقول يا هنا ؟ … وما الذي أعمله ؟

ماذا ؟ ومثلي ميت … هذا الذي أسأله