نعمْ ‍ تلكَ ، بينَ الواديينِ ، الخواتلُ – أبو فراس الحمداني

نعمْ ‍ تلكَ ، بينَ الوادينِ ، الخواتلُ … وَذَلِكَ شَاءٌ، دُونهُنّ، وَجَامِلُ

فَما كنتَ، إذْ بانوا، بنَفسِكَ فاعلاً … فدونكَ متْ ؛ إنَّ الخليطَ لزائلُ

كأنَّ ابنة َ القيسيِ ، في أخواتها ، … خذولٌ ، تراعيها الظباءُ الخواذلُ

قُشَيْرِيّة ٌ، قَتْرِيّة ٌ، بَدَوِيّة ٌ، … لها ، بينَ أثناءِ الضلوعِ ، منازلُ

وَهَبْتُ سُلُوّي، ثُمّ جِئتُ أرُومُهُ، … وَمِنْ دُونِ ما رُمْتُ القَنَا وَالقَنَابلُ

هوانا غريبُ ؛ شزَّبُ الخيلِ والقنا … لنا كتبٌ ، والباتراتُ رسائلُ

أغَرْنَ عَلى قَلْبي بِخَيْلٍ من الهَوَى … فطاردَ عنهنَّ الغزالُ المغازلُ

بأسهمِ لفظٍ ، لمْ تركبْ نصالها، … و أسيافِ لحظٍ ، ما جلتها الصياقلُ

وَقَائِعُ قَتْلى الحُبّ فِيهَا كَثِيرَة ٌ، … ولم يشتهرْ سيفٌ ، ولاَ هزَّ ذابلُ

أراميتي ‍ كلُّ السهامِ مصيبة ٌ ؛ … و أنتِ ليَ الرامي ؛ وكلي مقاتلُ

وَإني لَمقْدَامٌ وَعِنْدَكِ هَائِبٌ، … وفي الحيِّ ” سحبان” ؛ وعندكَ ” باقلُ “

يضلُّ عليًَّ القولُ ، إنْ زرتُ دارها، … وَيَعْزُبُ عَني وَجْهُ مَا أنَا فَاعِلُ

وحجتها العليا ، على كلِّ حالة ٍ … فباطلها حقٌّ ، وحقيَ باطلُ

تُطَالِبُني بِيضُ الصّوَارِمِ وَالقَنَا … بما وعدتْ حدَّيَّ فيّ‍َ المخايلُ

وَلا ذَنْبَ لي، إنّ الفُؤادَ لَصَارِمٌ، … و إنَّ الحسامَ المشرفيَّ لفاصلُ

و إنَّ الحصانَ الوالقي لضامرٌ ، … وَإنّ الأصَمّ السّمْهَرِيّ لَعَاسِلُ

وَلَكِنّ دَهْراً دَافَعَتْني خُطُوبُهُ … كما دفعَ الدينَ الغريمُ المماطلُ

و أخلافُ أيامٍ ، إذا ما انتجعتها ، … حَلَبْتُ بَكِيّاتٍ، وَهُنّ حَوَافِلُ

وَلوْ نِيلَتِ الدّنْيَا بِفَضْلٍ مَنحْتُها … فضائلَ تحويها وتبقى فضائلُ

ولكنهما الأيامُ ، تجري بما جرتْ ، … فيسفلُ أعلاها ، ويعلو الأسافلُ

لَقد قَلّ أنْ تَلقى من النّاسِ مُجملاً … وأخشَى ، قَرِيباً، أنْ يَقِلّ المُجامِلُ

وَلَستُ بجَهمِ الوَجهِ في وَجهِ صَاحبي … وَلا قائِلٍ للضّيفِ: هَل أنتَ رَاحِل؟

وَلَكِنْ قِرَاهُ ما تَشَهّى ، وَرِفْدُهُ، … ولوْ سألَ الأعمارَ ما هوَ سائلُ

ينالُ اختيارَ الصفحِ عنْ كلِّ مذنبٍ … لَهُ عِنْدَنَا مَا لا تَنَالُ الوَسَائِلُ

لَنَا عَقِبُ الأمْرِ، الّذِي في صُدُورِهِ … تطاولُ أعناقُ العدا ، والكواهلُ

أصاغرنا ، في المكرماتِ ، أكابرٌ … أوَاخِرُنَا، في المَأثُرَاتِ، أوَائِلُ

إذا صلتُ، يوماً، لمْ أجدْ لي مصاولاً ؛ … وإنْ قلتُ، يوماً ، لمْ أجدْ منْ يقاولُ