وَارِفَة ٌ للطّيْرِ في أرْجائِها – أبو نواس
وَارِفَة ٌ للطّيْرِ في أرْجائِها … كَلَغَطِ الكُتّابِ في اسْتِملائِهَا
أشْرفتُها، والشمسُ في خِرْشائها ، … لم يبرُزِ المقرورُ لاسطلائها
بشِقَة ٍ، طَوْلُكَ في إبْقائِها، … إذا انتحى النّازعُ فت انتحائهِ
لم يرْهبِ الفُطُورَ مِنْ سِبَائِهَا … يعْزَى ابنُ عصْفورٍ إلى بُرَائِهَا
حتّى تأنّاها إلى انْتِهائِها، … وَاستَوْسَقَ القِشْرُ على لِحائِها
وَشُمّسَتْ فيَبِسَتْ من مائِها، … فالْحُسنُ والْجُودة ُ مِنْ أسمائِهَا
ثمّ ابتَدَرْنا الطّيرَ في اعْتِلائِهَا، … بنادقاً تُعْجِبُ لاستوائها
مِن طينة ٍ لم تدنُ مِن غَضرائِها، … وَلم يُخالِطْها نَقَا مَيْثائِهَا
لا تُحْوجُ الرّامي إلى انْتِقائِها، … فهْيَ تُراقي الطّيرَ في ارْتِقائِهَا
مثلَ تلظّي النّارِ فيي التظائها، … من سودِ أعْجازٍ ومن رَهائها
و من شُروقاها ومن صَبْغائها، … كلّ حبَنْطاة ٍ على احْبِنْطائِهَا
طَرّاحَة ٌ للحُوتِ مِنْ جَرْبائِهَا، … مرْثومة ُ الخصمِ بطينِ مائها
ترْفلُ في نعلينِ من أمعائها، … يحطّها للأرضِ من سمائها …