لئن قَبُحتْ منّي لديك الظَّهائرُ – ابن الرومي
لئن قَبُحتْ منّي لديك الظَّهائرُ … لحْسبُك حسناً ما تُجِن الضمائرُ
وإني وإن أخلفتُ وعدَك للَذي … وفى لك منه جَهْرهُ والسرائر
عثرتُ وأنساني التحفُّظِ أنني … أراك مُقيلاً حين يعثر عاثر
فلا تَلْحينِّي في ذنوبي كلها … فجاني ذنوبي عفوك المتواتر
فإنْ لا تكن كانت لعفوك وحده … فعفوُك لي فيها شريكٌ مشاطِر
ومالك إنكار الجرائر من أخٍ … إذا وقعت منه ومنك الجرائر
ولا بأس أن يزداد طولك بسطة ً … بأنِّي خطَّاءٌ وأنك غافر
وضعتُ جِران الذل سمعاً وطاعة ً … ولي في مغيبي عنك يوماً معاذر
شُغِلت بصيد الظبي حتى اقتنصتُهُ … وها هو ذا قد قَبَّضتْهُ الأظافر
وكل امرىء ٍ يَفري بجدك مُفلحٌ … وكل امرىء ٍ يسقي بجدك ظافر
وهل يحسن التقصير أو يُعذَر الوَنَى … ومثلي مأمورٌ ومثلُك آمر
وليست لأستاذٍ عليّ ملامة ٌ … إذا غاب شخصي عنه والنفع حاضر
وساءلْتني هل غبتَ والقِدحُ فائزٌ … لدى غيبتي أم خائب ثم خاسرُ
ولم أخْلُ من ربحٍ وخُسْرِ كليهما … إذا نفذت للمبصرين البصائر
كفاني ربحاً بُغيتي لك حاجة ً … ولو أنها مما يَهاب المُخاطر
وحسبي خسراً أن افأْتَ بنظرة ٍ … إليك على أني بقلبي ناظر