خجلتْ خُدودُ الوردِ من تفضيله – ابن الرومي
خجلتْ خُدودُ الوردِ من تفضيله … خجلاً تورُّدها عليه شاهدُ
لم يخجل الورد المورَّد لونه … إلا وناحِلُه الفضيلة عاندُ
فصْلُ القضية أن هذا قائد … زهرَ الرياض وأن هذا طاردُ
شتَّان بين اثنين هذا موعدٌ … بتسلب الدنيا وهذا واعدُ
وإذا احتفظت به فأمتعُ صاحبٍ … بحياته لو أن حيَّاً خالدُ
للنرجس الفضلُ المبينُ وإن أبى … آبٍ وحاد عن الطريقة حائدُ
من فضله عند الحجاج بأنه … زهر ونور وهو نبت واحدُ
يحكي مصابيح السماء وتارة ً … يحكي مصابيح الوجوه تَراصدُ
يَنْهى النديم عن القبيح بلحظهِ … وعلى المدامة والسماع مُساعدُ
اطلب بعفوك في الملاح سمَيَّهُ … أبداً فإنك لا محالة واجدُ
والورد لو فتشت فردٌ في اسمه … مافي الملاح له سميٌ واحدُ
هذي النجوم هي التي ربَّتهما … بِحيا السحاب كما يربى الوالدُ
فتأمل الإثنين مَن أدناهُما … شَبَهاً بوالده فذاك الماجدُ
أين العيون من الخدود نفاسة ً … ورياسة ً لولا القياسُ الفاسدُ