ببَهاءِ وجْهكَ تُشْرِقُ الأنْوارُ – ابن الخياط
ببَهاءِ وجْهكَ تُشْرِقُ الأنْوارُ … وبفضْلِ مجدكَ تفخَرُ الأَشعارُ
آنَسْتَ أُنْسَ الدَّوْلَة ِ المجدَ الذي … ما زالَ فيهِ عنِ الأنامِ نِفارُ
بمكارِمٍ نصَرَتْ يداكَ بِها العُلى … إنَّ المكارِمَ للعُلى أنْصارُ
وإذا الفَتى جعَلَ المَحامِدَ غايَة ً … لِلمَكْرُماتِ فَبَذْلُها المِضْمارُ
فاسْعَدْ ودامَ لكَ الهناءُ بماجدٍ … طالَتْ بهِ الآمالُ وهْيَ قِصارُ
لَوْلاهُ فِي كَرَمِ الخَلِيقَة ِ والنُّهَى … لمْ تَكْتحِلْ بشَبيهِكَ الأبْصارُ
كمْ ليلة ٍ لكَ مالَها مِنْ ضَرَّة ٍ … مِنْهُ ويَوْمٍ ما لَهُ أنظَارُ
جادَتْ أنامِلُكَ الغِزارُ بهِ الوَرَى … ومِنَ السَّحائِبِ تُغْدِقُ الأمطارُ
وتتابعَتْ قطراتُ غيثِكَ أنْعُما … إنَّ الكريمَ سماؤُهُ مِدْرارُ
وأضاءَ مَجْدُكَ بِالحُسَيْنِ وَمَجْدِهِ … وكَذا السَّماءُ تُنِيرُها الأقْمارُ
قَدْ نالَ أفْضَلَ ما يُنالُ وَقدْرُهُ … أعْلى ولَوْ أنَّ النُّجُومَ نِثارُ
وجَرَتْ بهِ خَيْلُ السُّرُورِ إلى مِدى … فَرَحٍ دُخانُ النَّدِّ فِيهِ غُبارُ
وَحَوى صَغِيرَ السِّنِّ غاياتِ العُلى … وصِغارُ ابْناءِ الكِرامِ كبارُ
يُنبْي الفَتى قَبْلَ الفِطامِ بِفَضْلهِ … وَيَبِينُ عِتْقُ الخَيْلِ وَهْيَ مِهارُ
لمْ تَلْحَظ الأبصارُ يَوْمَ طَهُورِهِ … إلاّ كُؤُوساً للسرورِ تُدارُ
فغدوتَ تَشْرَعُ في حلالٍ مُسْكِرٍ … ما كُلُّ ما طَرَدَ الهمومَ عُقارُ
قَمَرٌ يُضِيءُ جمالُهُ وَكمالُهُ … حتى يُعيدَ الليلَ وهوَ نهارُ
وَمِنَ العَجائِبِ أنْ تَرُومَ لِمِثْلهِ … طُهْراً وكَيفَ يُطهرُ الأطْهارُ
قَدْ طَهَّرَتْهُ أبُوَّة ٌ وَمُرُوءَة ٌ … ونَمى بِهِ فرْعٌ وطابَ نِجارُ
إنَّ العُروقَ الطَّيِّباتِ كَفِيلَة ٌ … لكَ حينَ تُثْمِرُ أنْ تَطِيبَ ثِمارُ
للَبِسْتَ مِنْ شَرَفِ المناسِبِ حُلَّة ً … بالفخرِ يُسدى نسجُها وَيُنارُ
فَطُلِ الأنامَ وهلْ ترَكْتَ لفاخِرٍ … فَخْراً وَجَدُّكَ جَعْفَرُ الطَّيَّارُ
يَنْمِيكَ صَفْوَة ُ مَعْشَرٍ لَوْلاَهُمُ … ما كانَ يُرْفَعُ لِلْعَلاءِ مَنارُ
وَلّى وَخَلَّفَ كُلَّ فَضْلٍ فِيكُمُ … والغَيْثُ تُحْمَدُ بَعْدَهُ الآثارُ
إنِّي اقتَصَرْتُ على الثَّناءِ ولَيْسَ بي … عَنْ أنْ تَطُولَ مَناسِبِي إقْصارُ
ولَرُبَّ قولٍ لا يُعابُ بأنَّهُ … خطَلٌ ولكنْ عَيْبُهُ الإكثارُ
وأراكَ وابْنَكَ لِلسَّماحِ خُلِقْتُما … قدْراً سَواءً والورى أطْوارُ
فبَقيتُما عُمُرَ الزّمانِ مُصاحِبَيْ … عَيْشٍ تجنَّبُ صَفْوَهُ الأكْدارُ