يذوب فؤادي لإذكار الحبائب – أحمد فارس الشدياق

يذوب فؤادي لإذكار الحبائب … ومن هيف الأتراب تهفو ترائبي

ويطربني عهد الوصال وإن غدا … بعبد التنائي من بعيد المآرب

كأن جيوش الشوق في غزو مهجتي … طوالب ثأر من دموعي السواكب

فقد حسبتها مطفئان لحره … وما تطفىء الأبحار ما ضم جانبي

ومذ خفقت لي أضلع خلت أنني … رئيس على بعث الهوى في المغارب

فلم ألف من هذي الرئاسة راحة … وما ازددت إلا بؤس عيش مواثبي

رعى اللّه عهدا لم ينغص نعيمه … حواجب قرب أو عيون مراقب

زمان ترى عيناي طلعة أحمد … وبي من حديث منه هزة شارب

حليفي على غدر الزمان وأهله … خليلي على شحط المزار وصاحبي

بديع المعاني ليس إلا بيانه … بباءاته الأغناء عن باء كاعب

يكاتبني مناوذلك دأبه … وما العتق إلا من نجار المكاتب

علا في المعالي رتبة ومكانة … ونقب عن إدراك اسنى المناقب

له منطق كالراح يلعب بالنهى … وحاشاه فيه من محاكاة لاعب

تطاوعه عصم القوافي وان تكن … قد اعتصمت عن غير في شناخب

تنزه عن ذأم وذم وقلما … ترى في الورى خلا خلا عن معايب

له الفضل أن يقبل مديحي وأنه … بمدحته إياي أفضل واهب