يبيع الكماة الذائدون دماءهُمْ – ابن الرومي
يبيع الكماة الذائدون دماءهُمْ … بأوْكسِ أثمان من الضُرِّ والجهدِ
فإن طلبوها أو أفاضوا بذكرها … لقوا الهُون من حبْس طويل ومن جَلْدِ
وأنت ابن دَنِّ الْخَلِّ في ظلِّ نعمة … وعيشٍ رقيقٍ مثل حاشية البُردِ
تُظاهر بين الخزِّ والوشْي تُرْفَة ً … فيالك من سيف ويالك من غمدِ
بنو هاشم رَجْلٌ وأنت مُجنَّبُ … لك الخيل تَرْدِي من كميت ومن وَرْدِ
بلغتَ سكاك النجم عِزاً وثروة ً … بلا طائل إلا بغرمولك النَّهْدِ
رأيتُك عند الله أعظمَ زُلْفَة ً … من الأنبياء المصْطفيْنَ ذوي الرُشْدِ
أولئك أُعطوا جَنَّة ً بنسيئة … وأنت ابن دَنِّ الخلِّ في جنة النقدِ
غدا النُّكر بين الناس والربُّ واحد … كما كان الأحياء شتى عبودُها
فيا ليتها من أمة صاح صائح … بها صيحة فاسْتلحقتها ثمودُها
عَذيري من الدنيا تخيبُ سُعاتها … ويحظى بمنفوس الأحاظي قُعودُها
نظرتُ فما تنفك للدهر وطأة … شديدٌ على خَدِّ الكريم وميدُها
فأما أياديه على كل حارضٍ … لئيمٍ فتَتْرى لا يُمَنُّ مزيدُها
أرى كل نعمى ذاتَ رَنْقٍ يشوبها … سوى نعمة الخَلاَّل قَلَّ حسودُها
على أنه بادي العبُوس كأنه … حديثة ثُكْلٍ قد توالت فُقودُها
وما ذاك إلا أن نفساً لئيمة … عليها من النعماء ثِقْلٌ يؤودها
أمفترشَ النعمى التي لست كُفأها … وأطفاؤها هلْكى نيام جُدودُها
أتصبحُ موفوراً سليماً وهذه … قُرومُ بني العباس تخطِرٌ صِيدُها
سأزهدُ في الدنيا الدنية كاسمها … فلم يبقأيم اللهإلا زهيدُها
وأنْصِبُ للأيام فيك عداوة … ولِم لا أعاديها وأنت سعيدها
إذا ذل في الدنيا الأعزة ُ واكتستْ … أذلتُها عزاًوسادَ مَسودُها
هناك فلا جادت سماء بِصَوْبها … ولا أمْرَعَتْ أرض ولا اخضرَّ عودُها
لعمري لقد نبهت ما اسْطَعْتُ هاشماً … لكشف المخازي لو يهبّ رقودُها
وما الخسف أن تلقى اسافيل بلدة … أعاليها بل أن يسودَ عبيدها
أرى الناس مخسوفاً بهم غير أنهم … على الأرض لم يقلب عليهم صعيدها
إلا أن الدنيا أعاجيبَ جَمَّة ً … ،اعجبها ان لا يشيب وليدها
لك الحمد مولانا وإني لقائلٌ … لك الحمدُ عن نفسٍ تَقَاعَسُ بالحمدِ
فإنك إن تَغْلُ الظنو … ن فيه إلى الغرض الأبعدِ
فَيضْؤُل من حيث فَحَّمَته … لفضْل المغيب على المشهد
طويل أجدَّ بربات الحجال صُدودُها … وقَصر الغواني أن تُذَمَّ عهودُها
غدت تتَّقِيني بالخدود عيونها … وقد تتقيني بالعيون خدودُها
لئن نفرتْ مني الظباء لربما … يكون قريباً من سهامي بعيدها
ليالي لا تنجو بنبْلي خريدٌ … وإن عزَّ حاميها وجمَّ عَديدُها
إذا ما رمتني ذاتُ دلَّ رميتها … بعين لها منها مقيدٌ يُقيدُها
وليس بمتبولٍ كريم تَصيده … سهامُ الغواني تارة ويصيدها
ليستخلفَ الجهلًُ النُّهَى في دياره … إذا استخلفت بِيضَ المفارق سُودُها
مع الواصل الواشي وهل تَجتني يدٌ … جَنى النحل إلا حيث نحلٌ يذودها
وهل خُلَّة ٌ معسولة الطعم تُجْتنى … من البيض إلاّ حيث واشٍ يكيدها
هنالك صاحبتَ الشيبة غضة … تنافسني بيض السوالف غِيدُها
سقى الله أيام الوشاة فإنها … هي الصالحات الطالعاتُ سُعوُدُها
ولكنما المتبول من ليس بارحاً … على ترة منهن لا يستقيدها
أرى كل نعمى ذاتَ رَنْقٍ يشوبها … سوى نعمة الخَلاَّل قَلَّ حسودُها
فأما أياديه على كل حارضٍ … لئيمٍ فتَتْرى لا يُمَنُّ مزيدُها
نظرتُ فما تنفك للدهر وطأة … شديدٌ على خَدِّ الكريم وميدُها
عَذيري من الدنيا تخيبُ سُعاتها … ويحظى بمنفوس الأحاظي قُعودُها
فيا ليتها من أمة صاح صائح … بها صيحة فاسْتلحقتها ثمودُها
غدا النُّكر بين الناس والربُّ واحد … كما كان الأحياء شتى عبودُها
وما الخسف أن تلقى اسافيل بلدة … أعاليها بل أن يسودَ عبيدها
على أنه بادي العبُوس كأنه … حديثة ثُكْلٍ قد توالت فُقودُها
وما ذاك إلا أن نفساً لئيمة … عليها من النعماء ثِقْلٌ يؤودها
أمفترشَ النعمى التي لست كُفأها … وأطفاؤها هلْكى نيام جُدودُها
أتصبحُ موفوراً سليماً وهذه … قُرومُ بني العباس تخطِرٌ صِيدُها
سأزهدُ في الدنيا الدنية كاسمها … فلم يبقأيم اللهإلا زهيدُها
وأنْصِبُ للأيام فيك عداوة … ولِم لا أعاديها وأنت سعيدها
إذا ذل في الدنيا الأعزة ُ واكتستْ … أذلتُها عزاًوسادَ مَسودُها
هناك فلا جادت سماء بِصَوْبها … ولا أمْرَعَتْ أرض ولا اخضرَّ عودُها
لعمري لقد نبهت ما اسْطَعْتُ هاشماً … لكشف المخازي لو يهبّ رقودُها
أرى الناس مخسوفاً بهم غير أنهم … على الأرض لم يقلب عليهم صعيدها
إلا أن الدنيا أعاجيبَ جَمَّة ً … ،اعجبها ان لا يشيب وليدها
إذا وصفتَ امرءاً لامرئ … فلا تَغْلُ في وصفه واقصد
فإنك إن تَغْلُ الظنو … ن فيه إلى الغرض الأبعدِ
فَيضْؤُل من حيث فَحَّمَته … لفضْل المغيب على المشهد
طويل أجدَّ بربات الحجال صُدودُها … وقَصر الغواني أن تُذَمَّ عهودُها
غدت تتَّقِيني بالخدود عيونها … وقد تتقيني بالعيون خدودُها
لئن نفرتْ مني الظباء لربما … يكون قريباً من سهامي بعيدها
ليالي لا تنجو بنبْلي خريدٌ … وإن عزَّ حاميها وجمَّ عَديدُها
إذا ما رمتني ذاتُ دلَّ رميتها … بعين لها منها مقيدٌ يُقيدُها
وليس بمتبولٍ كريم تَصيده … سهامُ الغواني تارة ويصيدها
ولكنما المتبول من ليس بارحاً … على ترة منهن لا يستقيدها
سقى الله أيام الوشاة فإنها … هي الصالحات الطالعاتُ سُعوُدُها
هنالك صاحبتَ الشيبة غضة … تنافسني بيض السوالف غِيدُها
وهل خُلَّة ٌ معسولة الطعم تُجْتنى … من البيض إلاّ حيث واشٍ يكيدها
مع الواصل الواشي وهل تَجتني يدٌ … جَنى النحل إلا حيث نحلٌ يذودها
ليستخلفَ الجهلًُ النُّهَى في دياره … إذا استخلفت بِيضَ المفارق سُودُها
وكيف تكون النفس بالحمد سمحة ً … على حالة تدعو إلى الكفر والجحدِ