يا منَ طلعتِ طلوعَ الشمسِ من فلكِ – الباخرزي
يا منَ طلعتِ طلوعَ الشمسِ من فلكِ … إن كنتُ يوماً لشمسٍ عابداً ، فلكِ
لو أنصفوا وجهكِ الموشيَّ حلتهُ … لعطلَ الوشيُ في الدنيا فلم يحكِ
قد صدتِ قلبي بـأصداغٍ مشبكـة ٍ … صيغت لصيدِ قلوبِ الناسِ كالشبكِ
أصبو إليكِ ولي صمتٌ حرمتُ بهِ … والصمتُ للرزقِ مناعٌ كذاك حكي
اللهَ فيَّ فستري فيكِ منهتكٌ … وكان قبلكِ ستري غيرَ منهتكِ
على شِفاهِكِ دَيني وهْيَ تُمْطلـني … فأبشري بغريمٍ في الهوى محكِ
فديتُ مجناكِ ما أحلى مذاقتهُ … كأنّهُ ريقُ نحلٍ شِيبَ بالمِسكِ
فكم خَلستُ الجَنى منهُ على حَذَرٍ … من قَولِ واشٍ شديدِ اللّذعِ مؤتفكِ
العفْوَ منكِ فقد وسْوستنِـي شَغفاً … حتى تسلطَ شيطاني على ملكي
ونمتِ ، ليلكِ مكّ الطرفِ عن دنفٍ … باكٍ بطرفٍ غزيرِ الدمعِ غير بكي
فباتَ أضْيعَ من لحمٍ على وضَمٍ … وظل أهونَ من عظمٍ على ودكِ
ولهانَ جُـنَّ فغنّتْـه سلاسِلُهُ … يمشي فتلهو به الصبيان في السكك
هذي صفاتي وما أخنى عليَّ سوى … دهر بقرع صفاتي مغرمٍ سدِك
وسوف أدركُ آمـالي ويَجْذبُني … بختي إلى الدرج الأعلى من الدركِ
بيُمنِ ” خَتلغَ بَلكا ” سيِّدِ الوزرا ال … أَميرِ حقاً عميدِ الملك خواجَه بِكِ
ذاكَ الذي امتلكتني بيض أنعمهِ … وليسَ يحظى برقي غيرُ ممتلكي
لولا عقيدة ُ إيماني لما اتّجهـتْ … إلا إليه صلاتي لا ولا نسكي
كأن أخلاقه من طيبِ نفحتها … نشرٌ يجودُ بهِ الروض المجودُ ذكي
في كل ليلٍ له نارٌ على علم … شبت لأشعثَ في الظلماءِ مرتبكِ
جَداهُ مشتركٌ بـينَ الوَرى ولَهُ … من السِّيادة ِ حـظٌّ غيرُ مُشترِكِ
صاغَ الحُـلى للعـُلا أيامَ دَولتِهِ … حتّى سلكنَ الشّوى منهنّ في مسكِ
فألبستهُ ثيابَ الملكِ ضافية ً … يدا أبي طالبٍ طغرل بكِ الملكِ
ففازَ منهُ بركنٍ غيرِ منهدمٍ … عندَ الخطوبِ وحبلٍ غير منبتكِ
أقذى عيونَ أعـاديهم حسايكُهُـمْ … كأن أجفانهم خيطت على الحسك
مباركٌ وجهُهُ في كـلِّ مُجتَمَعٍ … مُشيّعٌ قلبُـهُ في كـلِّ مُعْـتركِ
لم يعرَ رأسُ قناً إلا وعممهُ … برأسِ ذي أشرٍ في الغيّ منهمكِ
فإنْ عَفا غض جَفْنيْ ساكِنٍ وَقِرٍ … وإنْ جَفا جر ذيلَ قُلْقُلٍ حَرِكِ
وإن تحلبَ در النقسِ في يدهِ … فالطرسُ درجٌ لدرٍّ منهُ منسلكِ
وإنْ أفـاضَ على العافـينَ نائلُهُ … أرواهمُ بغمامٍ منهُ منسفكِ
يا مَن إذا طـارَ ممتـاحٌ بساحَتـهِ … تلقطَ الحبَّ في أمنٍ منَ الشركِ
بك استقلَّ ذبابُ الخصبِ في حلكي … وراقَ سمعي خريرُ الماءِ في بركِ
لما أنختُ بعيري في ذراكَ ضحى … ناديتُ: باركَ فيـكَ اللهُ فابْتركِ
أسبغْ عليَّ سجالَ العُرفِ أرْوَ بهـا … وأعطني عروة َ الإحسانِ أَمتسكِ
وخذ محجلة ً غراءَ ما اكتحلت … بمثلها مُقلتـا غـرٍّ ومُحْتنـكِ
ولا تظـنَّ سواها مثلَهـا فلَكَمْ … بينَ السماكِ إذا ميزتَ والسمكِ
شعرٌ تديرَ بالغبراءِ منشئهُ … وقدرُهُ مُعتلٍ في ذرْوة ِ الفَلَـكِ
فالطبعُ صائغُ حليٍ من سبائكهِ … وأنتَ ناقدُ تبرٍ منهُ منسبكِ