يا قلبُ، ويحكَ والمودة ُ ذمّة ٌ – أحمد شوقي
يا قلبُ، ويحكَ والمودة ُ ذمّة ٌ … ماذا صنَعْت بعهدِ عبدِ الله؟
جاذبتني جنبي عشية َ نعيهِ … وخفقتَ خفقة َ موجعٍ أوّاه
ولَوَ أنْ قلباً ذابَ إثرَ حَبيبِه … لهوَى بك الركنُ الضعيفُ الواهي
فعليكَ من حُسن المروءَة ِ آمرٌ … وعليك من حسن التجلَّدِ ناه
نزل الطويرُ في الترابِ منازلاً … تهوي المكارمُ نحوها بشفاه
عَرَصاتُها مَمطورَة ٌ بمدامعٍ … مَوْطوءَة ٌ بمفارِقٍ وجِباه
لولا يمينُ الموتِ فوقَ يمينه … فيها؛ لفاضَت من جَنًى ومياه
يا كابراً من كابرين، وطاهراً … من آلِ طهرٍ عارفٍ بالله
ومُحكِّماً عَلمَ القضاءِ مكانَه … في المقسطينَ الجلَّة ٍ الأنزاه
وحكيماً کسْتعصَتْ أَعِنَّتُه على … كذبِ النعيمِ، وتُرَّهاتِ الجاه
وأخاً سَقى الإخوانَ مِنْ راووقِه … بودادِ لا صَلِفٍ، ولا تَيّاه
قد كان شعري شغلَ نفسكَ، فاقترح … من كلِّ جائلة ٍ على الأفواه
أنزلتَ منه حينَ فاتكَ جمعه … في منزلٍ بهجٍ بنوركَ زاه
فاقرأ على حَسّانَ منه، لعله … بفتاه في مدحِ الرسولِ مُباه
وأنزل بنور الخلدِ جدّكَ، واتصلْ … بملائكٍ من آلهِ أَشباه
ناعيكَ ناعي حاتمٍ أو جعفرٍ … فالناسُ بين نوازِلٍ ودواهِ