يا غُصُنا من لُؤلُؤٍ رَطْبِ – ابن الرومي
يا غُصُنا من لُؤلُؤٍ رَطْبِ … فيه سرورُ العينِ والقلبِ
أحسنَ بي يومٌ أرانيكُمُ … وما على المحسنِ من عَتبِ
لكنّهُ أعقبني حسرة ً … فدمعتي سَكْبٌ على سكْبِ
مظلومَ ما أنت بمظلومة ٍ … في حُكمِ أهلِ الشرق والغَرْبِ
بل إنما المظلومُ عبدٌ لكُمْ … أصبح مقتولاً بلا ذَنْبِ
غَضَبْتِهِ جهراً على قلبهِ … لا تُبْتِ ما عشتِ من الغَصْبِ
ما بالُ من عاداكِ في راحة ٍ … وما لمن والاك في كرْبِ
سالمتِ أهلَ الحربِ طُوبَى لَهُمْ … لكنَّ أهلَ السِّلمِ في حَرْبِ
أصبحتِ من وُدي بلا كُلفة ٍ … كالرُّوح بين الجَنْبِ والجَنْبِ
أعانني اللَّهُ على غُلَّتي … بشَربة ٍ من ريقِكِ العذْبِ
يا حُبَّ مظلومة َ لا تنكشِفْ … وازدَدْ فمالي منك من حَسْب
مظلومَ قد أنهبتِ أرواحَنا … وكلُّنا راضونَ بالنَّهبِ
ضربُكِ في صوتك لا خارجٌ … عن حدِّه والصوت في الضَّربِ
كأنما وقعُهما في الحشا … وقعُ الحيا في الزمنِ الجَدْبِ
فُقْتِ المُغنينَ كما فاقنا … كواكبُ الدنيا بنو وَهْب
حُسْناً وإحساناً قد استجمعا … كلاهما ذو مطلبٍ صَعْبِ