يا طِيبَنا بقُصُورِ القُفصِ، مُشرِفَة ً – أبو نواس
يا طِيبَنا بقُصُورِ القُفصِ، مُشرِفَة ً … فيها الدّساكِرُ، والأنهلرُ تطّرِدُ
لَمّا أخَذْنا بها الصّهباءَ، صافيَة ً، … كأنّها النّارُ وسطَ الكأسِ تتّقِدُ
جاءتْكَ من بيتِ خمّارٍ بطِينَتِها … صَفْرَاءَ، مثلَ شُعاعِ الشمس، ترْتعدُ
فقامَ كاغُصنِ قد شُدّتْ مناطِقُهُ … ظَبْيٌ يكادُ من التهْييفِ ينعقِدُ
فاسْتَلّها من فمِ الإبريقِ ، فانبعثت … مثلَ اللّسانِ جَـرَى واستمسك الجسدُ
والكأس يضحك في تيجانها الزبد … واللّيْلُ يجمعُنا، حتى بدا الأحَدُ
حتى بدَتْ غُرَّة ُ الإثْنَينِ واضِحَة ً، … والسّعدُ معترِضٌ، والطالعُ الأسدُ
وفي الثلاثاءِ أعْملْنا المطيّ بها، … صَهْباءُ، ما قرَعَتْها بالمزَاجِ يدُ
ثمّ الْخَمِيس وصَلْنَاهُ بلَيْلَتِهِ … قَصْفـاً ، وتمّ لنَا بالجمْعة ِ العَدَدُ
يا حُسْنَنَا وبحارُ القَصْفِ تَغْمرنا … في لُجّة ِ اللّيلِ، والأوتارُ تغْترِدُ
في مجْلسٍ حوْله الأشجارُ محْدِقة ً، … وفي جوانبِهِ الأنهارُ تطَّرِدُ
لا نَسْتَخِفّ بساقينَا لعِزّتِهِ، … و لا يردّ عليه حكمهُ أحَدُ
عند الأمير أبي عيسى الذي كمُلَتْ … أخلاقه، فهي كالأوْراقِ تُنْتَقَدُ