يا ضَارِبَ الجَيشِ بي في وَسْطِ مَفرِقهِ – أبو فراس الحمداني

يا ضَارِبَ الجَيشِ بي في وَسْطِ مَفرِقهِ … لقدْ ضربتَ بنفسِ الصارمِ الغضبِ

لا تَحرُزُ الدّرْعُ عَني نَفسَ صَاحبِها … وَلا أُجِيرُ ذِمَامَ البِيضِ وَاليَلَبِ

و لا أعودُ برمحي غيرَ منحطمٍ … و لا أروحُ بسيفي غيرَ مختضبِ

حَتى تَقُولَ لَكَ الأعْداءُ رَاغِمَة ً … ” أضحى ابنُ عمكَ هذا فارسَ العربِ “

هيهاتَ لا أجحدُ النعماءَ منعمها … خلفتَ ” يابنَ أبي الهيجاءِ ” فيَّ أبي؟

يَا مَنْ يُحاذِرُ أنْ تَمضِي عَليّ يَدٌ … مَا لي أرَاكَ لبِيضِ الهِندِ تسمحُ بي؟

و أنتَ بي منْ أضنِّ الناسِ كلهمِ … فكيفَ تبذلني للسمرِ والقضبِ؟

ما زلتُ أَجهلُهُ فضلاً وأُنكره … نعمى ، وأوسعُ منْ عجبٍ ومنْ عجبِ

حتى رأيتكَ بينَ الناسِ مجتنباً … تُثْني عَليّ بِوَجْهٍ غَيرِ مُتّئِبِ

فعندها ، وعيونُ الناسِ ترمقني … عَلِمْتُ أنّكَ لم تُخطىء ولَم أصِبِ