يا سُروري بنَيلِ تُحفة ِ خِلٍ – أبو الفضل الميكالي
يا سُروري بنَيلِ تُحفة ِ خِلٍ … صادقِ الوِدِّ بالثّناءِ جَديرِ
من هَدى زُفّتْ إلى السمعِ بِكرٍ … تَتَهادى في حِلية ٍ وُشُذورِ
بُشرة ُ القَلبِ نُزهة ُ الطرفِ حَقاً … بِدعة ُ السَمعِ من بناتِ الضَميرِ
خِدرُها في السّوادِ من حبّه القَلبِ … منيعُ الجَنابِ لا كالخُدورِ
مهرُها أن تذال بالبذلِ والنشرِ … وأن لا تصانَ لا كالمهُورِ
نُظِمتْ من بلاغة ٍ ومَعَانٍ … مثل نَظمِ العُقُودِ فوقَ النُّحورِ
نتجتَها خواطرٌ قد أُبيحتْ … كُلّ عَذبٍ من الكلامِ خَطيرِ
غائصاتٌ على بَدائعَ يُزرينَ … بما نال غائصٌ في البُحور
فكأني وقد تمتّعتُ منها … جالسٌ بينَ روضة ٍ وغَدير
كم تذكّرتُ عندها من عُهُودٍ … للتلاقي وظل عَيشٍ نَضيرِ
فذممتُ الزّمانَ إذ ضنّ عنا … باجتماعٍ يضمُّ شَمْلَ السُّرورِ
وحقيقٌ بذَمِه من رمَاه … من أخلاّئه بنأي شطور
وخصوصاً في عَينهم وعَديمِ … الشّكلِ من بينهم أبي منصورِ
من جنى ودّه كأرى ٍ مَشُورٍ … وثنى لَفظِه كلَفظِ بَشيرِ
هو زينُ الآدابِ تفتّر منه … عن سراجِ العُيونِ ملء الصُّدورِ
ولئن راعَنا الزمانُ ببينٍ … البسَ الأنس ذلّة َ المَهجُورِ
فعسى الله أن يُعيدَ إجتماعاً … في أمانٍ وغبطة ٍ وسرورِ
إنه قَادرٌ على رَدِّ ما فاتَ … وتيسيرِ كلِ أمرٍ عَسيرِ