يا ابن الوزير الذي تمَّت وزارتُهُ – ابن الرومي
يا ابن الوزير الذي تمَّت وزارتُهُ … لا تجمعنّ عليّ العار والنارا
إن كنتُ أحسنت في وصفي مآثركم … فأثِّروا فِيَّ بالأحسان آثارا
أو كنت قد قلت مالا أستحق به … منكم ثواباً فرُدّوه وما سارا
إن المديح إذا ما سار منفرداً … من الثواب كسا من قاله عارا
الله يعلم أني ما ألوتكمُ … إطابة ً عند مدحيكمُ وإكثارا
وقد يُغَر بليغٌ من بلاغتهِ … وقد يظنُّ سوى المختار مختارا
فعفوكم عن مسيءٍ غير معتمدٍ … كان الإله لكم من سُخطه جارا
إني أرى عفوكم عني وستركُمُ … عيبي أجلّ من التثويب مقدارا
صونوا خَلاقي كما صنتم نوالكُمُ … عني وإلاّ فكونوا حاكماً جارا
من ذا أحل لكم أن تهتكوا خَلَقي … وأن تمدُّوا على المعروف أستارا
غثٌ من الشعر فيه ذلُّ مسألة ٍ … كلاهما يُكسِب المستور إعوارا
رُدّوا عليّ بُيَيْتاً زلّ عن كبدي … لم يلق عندكُمُ إذ َضيمَ أنصارا
أصغر تموه فأسرفتم وحُق لهُ … لو تمم الله ما لقاه إصغارا
ردوا عليَّ قبيحاً عندكم حسناً … عندي أرى ما ازدريتم منه كُبّارا
أقررت فيه بعيب لست أعرفهُ … وربما استبطن الإقرارُ إنكارا
أسهبتُ فيكم لكي أعلى فطأطأني … تقصيركم بي فقد أزمعت إقصارا
إن السلاليم لاتبنَى أطاوِلُها … يوماً ليهبط بانيهنّ أغوارا
لكن ليصعدَ أنجاداً تُشرفهُ … حتى يمدّ إليه الناس أبصارا
وقد هبطتُ بما أسديتُه لكم … من حالقٍ ولعل الله قد خارا
كم هابطٍ صاعدٌ من بعد هَبْطته … وغائرٍ منجِدٍ من بعد ما غارا
قد يخفض الدهر من حر ليرفعه … طوراً وطوراً وكان الدهر أطوارا
لاغرو أن يضع المهدي هادَيهُ … حالاً ليرفعه حالاً إذاً ثارا
ثقلتُ في كفة الميزان فانكدرتْ … تهوي وشالت خفاف القوم أقدارا
صبراً فكم ناهضٍ من بعد وقعته … يوماً وكم واقع من بعد ما طارا
إذا هوى الدر في الميزان أصدرَهُ … تاجاً إلى قمة العلياء سَوّارا
إن المواعظ أنفال يُنفِّلها … ذوو الحجى تترك الأعسار أيسارا
سينصف الدهر من قوم بدائرة ٍ … وفي الجديدين إنصاف إذا دارا
وثقت فيكم بغدر الدهر إن لهُ … غدراً وفيّاً وقِدْماً كان غدارا
يارُبّ غدرٍ وفيٍّ قد رأيت لهُ … أخنى على ملك واغتال جبارا
لابْنَي سُمَيرٍ صروف غير غافلة ٍ … تُحسَّن نقضاً كما تحسَّن إمرارا
لعل ما نالني منكم سيُغضِب لي … أنصار صدقٍ من الأنصار أحرارا