يا ابنَ الوزيرَينْلا مُواربة – ابن الرومي
يا ابنَ الوزيرَينْلا مُواربة … قد مازجَ الصفْوَ عندكَ الكدرُ
أليس بدٌّ من الذُّعاف مع الشَّهْ … د بلى والذنوبُ تُغْتَفَر
مالي بدار الهوان مُصْطَبَرٌ … ولا بدار الضَّياع مصطبر
ولو كستْني للسماء زينتَها … تاجاًوأَمضَى احتكاميَ القَدر
وأنت إن شِئتَ كان بينهما … مَعْدًى لذي حُرمة ٍ ومُعْتصَرُ
أودى بصبريَ الأذى وبرَّح بي ال … فَقْرُوأنتَ المَلاذ والعَصَر
قد رفع الله قدر مثلِك بال … قُدْرة يا من يُطيعُهُ القَدَر
أن تمنح الصفوَ جُلُّهُ كدرٌ … أو تمنح النفعَ جُلُّهُ ضررُ
حسبي نصيراً على أخي كرمٍ … أنْ ليس لي مِنْ أَذاه منتصَر
هبْني أمرأً لم يكن له خطرٌ … ولم يزل يُزدرَى ويحتقَر
جاءك مستشفِعاً بطَولك أن … تَزْهاهُ حتى يُرى له خَطر
ألم يكن واجباً عليك له … ذاك بحقٍّ إنْ صُحِّحَ النظر
بلى فما بالُ من له خطرٌ … ومدحُهُ فيك كله غُرر
جاءك يبغي المزيد منك فقد … صار حديثاًوعندك الخبر
أضحى عدوٌّ وقد كان يَحْسُدُهُ … ودمعُهُ رحمة ً له دِرَر
أظْلمَ ليلي وأنت لي قمرٌ … فَنَوِّرِ الليلَأيها القمر
أجدَبَ سرحي وأنت لي مَطرٌ … فزحزحِ الجدبَ أيها المطر
أرابَ دهري وأنت لي وَزَرٌ … فدافعِ الريبَأيها الوَزَرُ
أخطأتُ قصدي وأنتَ لي بصرٌ … فاركبْ بيَ القصد أيها البصر
كم قائلٍ حين جاءهُ خَبري … تالله ما قُدِّرتْ له الخِيَر
إنْ لا يغادَر وشِلْوُهُ جَزَرٌ … بين سباع فقدْرُهُ جَزر