ياأيها المرء الكريم والدا – ابن الرومي

ياأيها المرء الكريم والدا … ذو المَحْتِد المستفرغ المَحاتدا

أعاذك الله أخاً مُعاضدا … مُحامياً عن حوزتي مُناجدا

منتصراً طوراً وطوراً صافدا … مازلت أختارُ لك المحامدا

وأعمر الدهر بها المَشاهدا … عُمرانَ تالي السُّور المساجدا

وأرتجي طارفَهُ والتَّالِدا … وتتقي كفِّي به الشدائدا

إعاذة ً تحْميك أن تُناكدا … أو أن ترى تلك العُلى زوائدا

تُطيعُ في قطعِكَها الثَّرائدا … إذا عَلتْ أنواعها الموائدا

و الحُللَ الخدَّاعة َ البوائدا … والكاعباتِ البيضَ والنواهدا

الخائناتِ العهدَ والمعاهدا … وإن تلبَسْن لك المجاسدا

يحكين غزلان اللّوى العَواقدا … حاذرْ هَداك اللَّه أن تعاندا

فيخطىء الغيُّ بك المَراشدا … ويسلك الجورْ بك المآسدا

لا ينصِب البغيُ لك المصائدا … فتستخفَّ بكتابي وافدا

أو بكلامي مُوعداً وواعدا … ما كُّل من وافق جَدَّا صاعدا

وأصبح الدهرُ له مساعدا … وأحرزَ الحظُّ له غَدائدا

أعرضَ عن إخوانه لا رافدا … ولا مجيباً كتبهم بل جامدا

كأنَّما يجامد الجَلامدا … صمتاً ومنعاً بادئاً وعائدا

يابن عليٍّ إنَّ شكماً راصدا … وإنَّ شعراً يقطع الفدافدا

طوراً وطوراً يردُ المواردا … ولا يزال يقصد المقاصدا

فيدرك الآثار والطرائدا … ويَنحل الأغلال والقلائدا

وينقض الأوتار والحقائدا … فلا تُثرْ من لم يُثرك عامدا

ولا تُثر من عَتبهُ الأساودا … ليس بأن تمنعه المرافدا

لكن بأن تحقر منه ماجدا … ذا هممٍ قد ناغت الفَراقدا

يحسبُهُ عطاردٌ عُطاردا … قولاً وحولاً صادراً وواردا

تبلوه ألفاً وتراهُ واحدا … تلقى إليه العُضُل المقالدا

قد طال بالعفوالقيام قاعدا … أجب كتابي باخلاً أو جائدا

تجد أخاك عاذراً أو حامدا … وإن غدوتَ لشقاقي صامدا

مستبطناً من دوني الأباعدا … ورُمت أن تُرضيَ منِّي حاسدا

معتمداً ما ساءني لا حائدا … عنهُ تُراعي الحُرم التلائدا

ولم تُعظِّم أن أبيتَ واجدا … ألفيتني أحمي محلِّي حاشدا

ذا شيعة ٍ طوراً وطوراً فاردا … أُلقى لقاء الأجدلِ الصَّفاردا

مُنازلاً دون الحمى مُطاردا … مُطَاعناً ذا نجدة مُجالدا

تكفي هُوينايَ المُشيح الجاهدا … مبارزاً طوراً وطوراً لابدا

كالقُسور الضاري تربَّى صائدا … ولم أزل عضاً أكيدُ الكائدا

ولا أَخِرُ للمعادي ساجدا … ولم أُقارب صاحباً مُباعدا

قَطُّ ولا أُعطيتُ رأسي القائدا … ولم أكن للمُطمعاتِ عابدا

إياك إياك وبعثي حارِدا … فيخطىء الحلمُ الصِّراطَ القاصدا

ويركب الجهلُ الطريق العاندا … واعلم وإنكنتَ صليباً ماردا

ص … أن الكريم يتَّقي القصائدا

إذا غدت أعناقُها شواردا … قد قُلِّدت أمثالُها الأوابدا

هَبْك حديداً حاذرِ المباردا … واعلم بأن الشعر ليسَ بائدا

بل خالدٌ إن كان شيء خالدا … وظالمين استوْطَئوا المراقدا

ذَعَرْتُ أطغاهمْ فبات ساهدا … أسوانَ لا يستوثِرُ الوسائدا

صدقتُكَ الحق فأعتبْ راشدا … وَليشبهِ الغائبُ منكَ الشَاهدا

ولا تَبِتْ فوق شفيرٍ هاجدا … ولا عن الساهر فيكَ راقدا

ولا لنعماءِ مُجِلٍ جاحدا … ولا تدع حراً حميَّاً حاقدا

يحزُق أنياباً لهُ حدائدا … وشحن بأطراف الغنى المراصدا

تترك ضراماً في القلوب خامدا … ولا تدع أفئدة ً مواقدا

إن البذور تُعقِبُ الحصائدا … وكنتُ لا أكذب أهلي رائدا

واعلم متى أعتبتني مُماجدا … مُراجعاً بِرَّكَ بي معاودا

وكنتَ ممن حاذر العوائدا … أنك إن ماطلتني المواعدا

وأضرم الصيفُ الأجيجَ الصاخِدا … جاءَ الكِساء عند ذاك باردا

برداً على برد الشتاء زائدا … لا بارداً يَفثأ حَرَّا واقدا

ولا لذيذاً يشبه البواردا … لكن مسيخاً يشبه الجوامدا

والرِّمم البالية الهوامدا … ثِقلاً على الظهر ثقيلاً كاسدا

ولا أُحب التُّحفَ الزَّهائدا … ولا أُريغ السِّلع الكواسدا

فالرأيُ أن تلتمس المُحائدا … عن مطْلنا لُقِّيتَ عيشاً راغدا

واجعلهُ لا يجني لك المواجِدا … ولا أُصادف فيكَ سلكاً عاردا

فلستُ ممن يلبس البَراجدا … رُعدتُ فاستطمر حَيائي الراعدا

شكري ولا تستصعقِ الرواعدا … مني ولا تستجلب العرابدا

حاشاكَ أن تسْتفره المكائدا … للنفس أو تَنتخب المكائدا

كخائن يَنتَهِش الأرابدا … وكنْ صديقاً حَفظ المعاهدا

ولم تَخُن غيبتهُ المُعاقدا … وراقب النِّشْدَة والمُناشدا

ولا تعدْ بعد صلاحٍ فاسدا … واغدُ إلى سُوق العلا مزايدا

فَمَلِّكِ المكارمَ القوائدا … تمليكَك الحرائرَ الولائدا

ولا يكنْ آملكَ المُكابدا … كلا ولا سائلُكَ المُجاهدا

وقد وطَّد اللهُ لكَ الوطائدا … فلا يَجِدكَ اللهُ إلا شائدا

بُنيان صدقٍ يحفظ القواعدا … ولا تُواغدْ حارضاً مُواغدا

يَبيتُ عنمعروفه مُراودا … نفساً ترى في حلِّها المزاودا

خطباً ينُّصُ القُلصَ الجلاعدا … كأنَّما تركبُ وأداً وائدا

من والد أغرى بها الحواسدا … لو خلتُ حالي تبتغي المُساندا

عندك أعددتُ لكفٍّ ساعدا … لكنني لم أخفِ المناكدا

لديكَ بل أحسنت ظني سامدا … مُراغماً للشُّبُهات طاردا

ياآل نوبَختٍ أجيبوا ناشدا … وُدَّا لكم أصبح عنه شاردا

ألم أكن عوناً لكم مُرافدا … وخادماً ناهيكمُ وحافدا

وكنتَ لي يابن عليٍّ ماهدا … مُغايباً للبِرِّ لي مُشاهدا

حابسَ ظِلٍّ لا يزال راكدا … مُجريَ ماءٍ لا يزال ماكدا

كن لي على الودّ كمهدي عاقدا … لا زلتُ للأسواء فيكَ فاقدا

فقد غدا حلمي لجهلي غامدا … وحصّن العهدَ بسورٍ آمِدا

يا ساعداً ألوي به السواعدا … قد كُنت عيناً تُسكتُ المناقدا

فلا تُبَهْرجْ فتسوءُ الناقدا … فازت يدٌ تُضحِي لها مُعاقدا

فوزَ يدٍ عانقت الخرائدا … في جنَّة ٍ يُضحي جَناها مائدا

بحيث لاتلقي هناك ذائدا … ولا ترى ضداً لها معاندا ن