و زائرٍ حببهُ إغبابهُ – أبو فراس الحمداني

و زائرٍ حببهُ إغبابهُ … طَالَ عَلى رَغمِ السُّرَى اجتِنابُهُ

وافاهُ دهرٌ عصلٌ أنيابهُ … واجتابَ بطنانَ العجاجِ جابهُ

يدأبُ ما ردَّ الزمانُ دابهُ … وَأرْفَدَتْ خَيْرَاتُهُ وَرَابُهُ

وافى أمامَ هطلهِ ربابهُ … باكٍ حزينٌ ، رعدهُ انتحابهُ

جاءتْ بهِ ، مسيلة ً أهدابهُ ، … رَائِحَة ٌ هُبُوبُهَا هِبَابُهُ

ذيالة ً ذلتْ لها صعابهُ … ركبُ حيَّا كانَ الصبا ركابهُ

حَتى إذَا مَا اتّصَلَتْ أسْبَابُهُ … وضربتْ على الثرى عقابهُ

و ضربتْ على الربا قبابهُ … وَامْتَدّ في أرْجَائِهِ أطْنَابُهُ

وَتَبِعَ انْسِجَامَهُ انْسِكَابُهُ … وَرَدَفَ اصْطِفَاقَهُ اضْطِرَابُهُ

كأنما قدْ حملتْ سحابهُ … ركنَ شروري واصطفتْ هضابهُ

جَلّى عَلى وَجْهِ الثّرى كِتَابُهُ … وَشَرِقَتْ بِمَائِهَا شِعَابُهُ

و حليتْ بنورها رحابهُ … كَأنّهُ لَمّا انْجَلَى مُنْجَابُهُ

و لمْ يؤمنْ فقدهُ إيابهُ … شيخٌ كبيرٌ عادهُ شبابهُ