وهبُ يا واهبَ الهباتِ اللواتي – ابن الرومي

وهبُ يا واهبَ الهباتِ اللواتي … قَصُرَتْ دونها الهباتُ الرِّغابُ

هَبْ لراجيكَ ما عليه فإنَّ اسْ … مَك وهبٌ ووَسْمك الوهّاب

أنت بحرٌ ومن له تَجتبي الأم … والَ بحرٌ لجانبيه عُباب

فارغبا عن مِداد شِعْبي فليست … فيه إلا صُبَابة ٌ بل سرابُ

وارثيا لامرىء ٍ ألَحَّ عليه … للزمان الصَّؤول ظُفْرٌ ونابُ

سلَبته الخطوبُ ما في يديه … وله من تَجمُّلٍ أثوابُ

وإذا الصبر والتجمل داما … للفتى الحر هانت الأسلابُ

إن بحراً يُمِدُّ بحراً بشعْبٍ … فيه أدنى صُبابة ٍ لَعُجابُ

فلكَ الحُجَّة ُ الصحيحة إن قل … تَ كذا تُحلِبُ البحورَ الشِّعابُ

ومن المِرَّة ِ الضعيفة ِ فالمِرْ … رَة تُلوَى فتُحْكَم الأسبابُ

غير أنْ ليس في خراجي وحدي … ما بإغلاقِه يسوغ الشرابُ

لك في مُكثري الرعية ِ دوني … حَلَبٌ كيف شئت بل أحلابُ

ومتى رام رائمٌ كخصوصي … قلتُ ما كلُّ دعوة تُستجابُ

بل لقومٍ وسائلٌ يستحقو … نَ إذا ما دَعوا بها أن يجابوا

ومفاتيحُ للخصوص وكانت … بالمفاتيح تُفتح الأبوابُ

منهمُ معشرٌ ومنهمْ أناسٌ … فَضَّلَتهُمْ بفضلها الألبابُ

وأديبٌ له ثناءٌ بما يُسْ … دَى إليه وللثناء ثوابُ

ولبعض الرجال فضلٌ على بع … ضٍ بما نفَّلَتْهُمُ الآدابُ

ولقد جاء في الرواية والآ … ثار أنَّا على العقول نُثابُ

وأحاشيك أن أفهِّمَك الحجْ … جَة َ أنَّى يُفَهَّمُ الكُتَّابُ

سيما الكاتبُ المُبِرُّ على النا … س بما لا يعُده الحُسَّابُ

لا تُحلني على سواك فما أص … بح للطالبين غيرَك بابُ

أنت في العَدْل بالمكارم أَوْلى … من وُلاة ٍ دُعاتُهم لا تجابُ

يقصدُ القاصدون منهم لئاماً … ما لهم من وجوههم حُجَّابُ

مستهينين للهجاء فما من … همْ له خائفٌ ولا هَيَّابُ

كلهم حين يُسألُ العَرض الأد … نى جَمودُ البنانِ لا يُستذابُ

يتلقَّى مسائلَ الناس منهُ … عَرَضٌ سالمٌ وعِرْضٌ مُصابُ

مُستخفِّين بالمديح وهل كا … نت تُثيب العبادة َ الأنصابُ

لهفَ نفسي إن اجتبيتَ خَراجي … وحَوَتْهُ عُفاتُك الخُيَّابُ

أنا جارٌ قريبُ دارٍ وتَجْبي … ني ويَجْبيك نازحٌ مُنتابُ

ألِشُكرٍ فعنديَ الشكر والحم … دُ الذي لم يزل له خُطَّابُ

لا تُضِعْني فإن شكريَ كنزٌ … يتهادَى تُراثَهُ الأعقابُ

واستجِدَّ اليدَ التي سلفتْ من … ك على أنها فتاة ٌ كَعابُ

لك عندي صَنيعة ٌ ما سقاها … غيرُ وَسْميَّك القديمِ سحابُ

فاسقِها من وَليك الجَودِ واربُبْ … ها تَهَدَّلْ لها ثمارٌ عذابُ

وهي الشكرُ والمحامد تَنْثو … ها أقاويلي الرِّصانُ الصُّيابُ

مِدَحٌ من بناتِ فكريَ أبكا … رٌ حِسانٌ كواعب أترابُ