وليثٍ مقيم في غياضٍ منيعة ٍ – عبدالجبار بن حمديس
وليثٍ مقيم في غياضٍ منيعة ٍ … أميرٍ على الوَحشِ المقيمة ِ في القَفْرِ
يُوَسِّدُ شبليه لحومَ فَوارِسٍ … ويقطعُ كاللصّ السبيل على السَّفر
هزبرٌ له في فيه نارٌ وشفرَة ٌ … فما يشتوي لحمَ القتيلِ على الجمرِ
سراجاه عيناه إذا أظلم الدجى … فإن بات يسري باتت الوحش لا تسري
له جبهة ٌ مثل المجنّ ومعطسٌ … كأنّ على أرجاله صبغة َ الحبر
يصلصلُ رعدٌ من عظيم زئيره … ويلمع برقٌ من حماليقهِ الحمر
له ذنبٌ مستنبطٌ منه سَوْطُهُ … ترى الأرض منه وهي مضروبة الظهر
ويضربْ جنبيه به فكَأنَّما … له فيها طَبْلٌ يَخْصّ على الكرّ
ويُضْحِك في التعبيس فكّيه عن مدى … نيوبٍ صلابٍ ليس تُهتمُ بالفهر
يصولُ بكفّ عرْض شبرين عرْضُها … خناجرها أمضى من القُضُبِ البتر
يجرّدُ منها كلّ ظُفْرٍ كأنَّهُ … هلالٌ بدا للعين في أوّلِ الشهر