وفت لك ذات المبسم العذب بالوصل – الهبل
وفت لك ذات المبسم العذب بالوصل … ووافت على طول التباعد والمطل
من الغيد تحكي إن بدت غصن النقا … وشمس الضحى فاستجن ما شئت واستجلي
أشد مضاءا من ظبي الهند لحظها … وأحلا مذاقا لفظها من جنى النحل
دعاني إلى وجدي بها سحر طرفها … ودل فؤادي نحوها ملق الدل
وليلة زارتني وعندي هجرها … غرام مضى بالجسم والروح والعقل
ضممت قوام القد ليلة وصلها … فحققت ظني إنها ألف الوصل
وفزت وقد نامت عيون عواذلي … من المرشف المعسول بالعل والنهل
ويعذلني خالي الفؤاد من الجوى … ولكن في أذني وقرا عن العذل
وإني على أخذ الغرام بمقودي … لأصبو إلى المجد المؤثل والفضل
أروح وأغدو دائما ليس لي سوى … طلاب العلى والحمد لله من شغل
أهيم بأبكار القريض فلم أزل … لها أبدا ما عشت أملي وأستملي
فمن ملح سيرتها أدبية … ومن غزل ما قاله أحد قبلي
ومن مدح كالروض حسنا بعثتها … إلى ذي العطاء الجم والنائل الجزل
إلى كعبة الجدوى إلى حرم الغنى … إلى المعقل الأسمى إلى الجانب السهل
إلى السيد الندب الذي ليس في العلى … له مثل والمثل يبصر بالمثل
إلى شرف الدين الحسين الذي له … عزائم أغنته عن الخيل والرجل
إلى الماجد الوهاب أسمح من خبا … بكف وأسما من يسير على رجل
إلى أصيد رحب الفنا جود كفه … إذا ضن هامي الوبل تغني عن الوبل
إلى ملك جارته أملاك عصره … ولكنه من دونهم فاز بالخصل
إلى فرع مجد أصله سيد الورى … فبورك من فرع كريم ومن أصل
وذو الجود لم يبرح به ذا صبابة … فليس يرى عارا أشد من البخل
ومنجز ميعاد الأماني لوقته … فما قال إلا أتبع القول بالفعل
إذا انهمرت من كفه سحب نائل … فأي محل يشتكي صولة المحل
تهن عقيد المجد بالمنة التي … حبيت بها واشكر لذي المن والفضل
أنلت قصاري ما اقترحت على المنى … ولف القدير الحق شملك بالأهل
وجاءك هذا الدهر مستغفرا لما … جنى سابقا فاغفر له زلة النعل
وقابله بالصفح الجميل فقد أتى … إليك أسيرا للضراعة والذل
ولا زلت موفور الغنى حائز المنى … مبيد الأعادي مالك العقد والحل