واقعية – سيف الرحبي

رأى (فريدريك نيتشه) ذات صباح

حوذيا يجلد حصانه على الطريق العام

كان الشتاء الألماني في ذروته

وكان المارة يندفعون إلى المصانع.

لم تسعفه عدميّته تجاه الخلق والتاريخ

لم تسعفه السخرية المريرة

وعبث الوجود.

انهار مبنى إرادة القوة

أمام اللحم الحي وهو يتلوى تحت السياط.

صرخ الفيلسوف صرخته الأخيرة

وكأنما الألم البشري السحيق

انفجر من حنجرة واحدة.

بعدها، دخل في غيبوبة المرض

حتى نَزْعه الأخير

تاركا قرن العبقرية البلهاء يرفس

تحت مطرقة أفكاره الصادمة.