وافى مرابعه الغزال الأحور – الخُبز أَرزي
وافى مَرابِعَه الغزالُ الأحورُ … وبدا لمطلعِه الهلالُ المُقمِرُ
أهلاً وسهلاً بالحبيب فإنه … بحضوره كلُّ المحاسن تحضرُ
ما غاب إلا هامَ قلبي نحوه … شوقاً وكدتُ من الوساوس أُحشرُ
ولقد تَغشّى ماءَ دجلة إذ سرى … فيها الحبيب ربيعُ حسنٍ يزهرُ
ولقد تباهى نهرُه ببهائه … فغدا على أنهار دجلة يفخرُ
نهرٌ تطيَّبَ بالحبيب وطيبه … فكأنه بين الجنان الكوثرُ
قدم الذي بقدومه قدم المنى … فبه البلاد ومَن بها مُتبشِّرُ
تتبختر الأرواح في أجسامنا … شوقاً إليه إذا بدا يتبخترُ
ونظن أن الأرض تخطِر تحته … بلباقة الحركات ساعة يخطرُ
يمشي ولا ندري لشكل فنونه … أيميل أم يهتزُّ أم يتمرمَرُ
ما دامت الأبصار تبصر مثلَ ذا … في ذا الجمال فأيّ قلب يصبرُ
نورٌ على حُسنٍ على طيبٍ على … لينٍ تراه فكيف لا يتحيَّرُ
يسبي برقة سمرةٍ دريَّةٍ … فاللون درٌّ والغشاوة جوهرُ
يا حُسن خِطرة زعفرانِ عذاره … ومن العجايب زعفرانٌ أخطرُ
يا من يقلِّب ناظراً في لحظه … خمرٌ يدور على القلوب فيُسكر
واللَه لو أبصرتَ عينك عندما … ترنو لكنتَ بسحر عينك تُسحرُ
بل لو ترى الحركات منك عشقتها … عشقاً يُخاف عليك منه ويُحذر
فخذ المِراة عسى ترى ما قد نرى … من حُسن وجهك في المراة فتعذرُ
أطوي وأنشر فيك يا وشي المنى … فتجلُّدي يُطوى وشوقي يُنشَر
ماذا ترى فيمن رضاك حياتُه … وإليك موردُ عيشِه والمصدرُ
إن تصطنعه تجده عبدك في الورى … ووليَّ نعمتك التي لا تكفرُ
بيديك مهجته ودونك ماله … فاخبره فهو كما تحبُّ وأكثرُ
ودَعِ التعلَّلَ بالرقيب وغيره … لو شئت كنتَ على الزيارة تقدرُ
اعمل على أني أُرَدُّ عن الذي … أبغي فكيف أردُّ عيناً تبصرُ
إن كان قد حُظِر الوصال فإنني … أرضى وأقنع بالذي لا يُحظَرُ
فلأصبِرَنْ ولأكتمنَّ صبابتي … فعسى أفوز بما أُحبَّ وأظفرُ