نفرٌ من الخلطاءِ والأصحابِ – ابن الرومي
نفرٌ من الخلطاءِ والأصحابِ … تجري مودَّتُهُمْ معَ الأنسابِ
ما زلتُ بينهُمُ كأني نازلٌ … في منزل من صحة ٍ وشبابِ
أُكفَى وأُعفى غيرَ ما مُتجشِّمٍ … تعباً ولا نصباً من الأنصابِ
آثرتكُمْ بمودتي وتركتهُمْ … متغيظينَ عليَّ جِدَّ غِضابِ
حتى إذا ما جاش بحرُ المُشتري … لكُمُ ففاضَ وعبَّ أيَّ عُبابِ
وكَّلْتُمُ زُحَلاً بأمري وحدَهَ … وكذاك حقُّ الجاهل الخَيَّابِ
أنا منْ أصابَتْهُ الصواعقُ بعدما … رجَّى حياً فيه حياة ُ جَنابِ
لِيُبَكِّني الأعداءُ إني رحمة ٌ … لهُمُ فكيف تَظنُّ بالأحبابِ
أَسخطتُ إخواني وأَخفقَ مطمعي … فبقيتُ بين الدُّورِ والأبوابِ
ماذا أقول لمن أُراجعُ بعدما … وحَّدتُكُمْ وكفرتُ بالأربابِ
تاللَّه آملُ عدلَ شيءٍ بعدَكُمْ … أو أرتجي للظن يومَ صوابِ
فاز الورى من ريحكم بسحائبٍ … هطلتْ وفزتُ بسافيات ترابِ