نظرٌ جرى قلبي على آثارهِ – ابن سهل الأندلسي
نظرٌ جرى قلبي على آثارهِ … خلعَ العذارَ فلا لعاً لعثارهِ
يا وَجدُ شأنَكَ والفؤادَ وخَلّني … ما المرءُ مأخوذاً بزَلّة ِ جارهِ
دَنِفٌ يَغيبُ عَن الطبيبِ مكانُه … لَوْلا ذُبالٌ شَبَّ مِن أفكارهِ
للدمعِ خطٌّ فوقَ صفرة ِ خدهِ … فَتراه مثلَ النقشِ في دِيناره
هيهاتَ عاقَ عن السلوّ فؤاده … سببٌ يعوقُ الطيرَ عن أوكاره
قالوا : سيسليكَ العذارُ سفاهة ً … و حصادُ عمري في نباتِ عذذاره
إن لم أمُتْ قبلَ العِذارِ فعندما … يَبدو يُسَلِّمُ عاشِقٌ بفِراره
مثلُ الغريقِ نجا ووافى ساحلاً … فإذا الأسودُ روابضٌ بجواره
إنَّ العِذارَ صحيفة ٌ تتلو لَنا … ما كان صانَ الحسنُ من أسراره
من لي به يرضى ويغضبُ مثلما … أنِسَ الرَّشا ثم انثنى لنِفاره
نشوان يَعثُر في الحديثِ لسانُه … عثراتِ ساقٍ في كؤوسِ عقاره
والخالُ يعبَقُ في صحيفة ِ خَدّه … مِسكاً خلَعتُ النُّسكَ عن عطّاره
موسى تنبأ بالجمالِ وإنما … هاروتُ لا هارونُ من أنصاره
روضٌ حُرِمتُ ثِمارَه وقصائدي … من وُرْقِه والآسُ نبتُ عِذاره
يا مشرفياً غرني بفرنده … و نسيتُ ما في حدهِ وغراره
أنِسَتْ بنارِ الشوق فيك جَوانحي … و الزندُ لا يشكو بحرً شراره
أتلفتَ قلبي فاسترحتُ من المنى … كم من رضى في طيّ كرهِ الكارهِ