نسيم الصَّبا حيّا الندامى من الزهرِ – ابن الرومي
نسيم الصَّبا حيّا الندامى من الزهرِ … براحِ الندى صِرْفاًفمالوا من السكرِ
تُنقِّش كفُّ الغصن في الروض عندما … تجلت عروسُ الراح في الحلل الخضرِ
وفي الروض أمسى الجُلَّنار كأنه … مباخر تبرٍ عودُها طيب النشر
وحاكى السما لما صفا ماءُ جدولٍ … وفيه خيال الزهرِ كالأنجم الزهر
تراقصتِ الأشجار والريح قد غدا … يشبِّب لما صفّق الماء في النهر
وأمسى المسا والغيم للبدر حاجب … وإشراق شمس الراح يغني عن البدر
عروس بدتْ من دَنِّها وهي تنجلي … كما تنجلي بِكر الزفاف من الخدر
تَوقَّد في الكاسات نور شعاعها … ومن عجبٍ ماء تَوقَّد كالجمر
يطوف بها ساقٍ كحيلٌ عيونه … تناجي كليمَ الشوق بالغُنْج والسحر
غزال رمتْ بالنبل أهدابُ جفنه … وكم صادتِ الآسادَ بالشَّرك الشَّعر
إذا ما بدا كالصبح فَرْقُ جبينه … دعوتُ على عين العواذل بالفجر