نبا الجنب مني عن وثير مهاده – لسان الدين الخطيب
نبا الجنب مني عن وثير مهاده … وحالف مني الجفن طول سهاده
ومما شجاني والشجون كثيرة … ولا غرو أن يشقى أمرؤ ببعاده
تذكرته فرخ القطاة فأسرعت … دموعي تهمي ويلها لانفراده
وما حال جسم ظاعن حال بينه … قضاء جرى حتما وبين فؤاده
إذا شئت أن أحظى إليه بنظرة … تسكن ما أورى الجوى من زناده
جعلت كتابي ناظري ولحظته … بناظرة من طرسه ومداده
سمي الأب الأحنى وأي وسيلة … تخصك من قلبي بمحض وداده
أعندك عبد الله علم بأنني … رمى الصبر مني للأسى بقياده
وقد كان يشفيني الخيال إذا سرى … وكيف لجفني في الهوى برقاده
تناءيت عن دار النعيم لشقوتي … وأسكنني الرحمن شر بلاده
بمنقطع الرمل الذي من ثوى به … فقد بان في الدنيا ضلال ارتياده
مجال لأفراس الرياح إذا جرت … فليس بخال ساعة من طراده
أعانيهما بحرين بحرا من العدا … له ثبج من بيضه وصعاده
وبحرا من الماء الأجاج تروعنا … روائع من أهواله في اشتداده
عسى الله يدني ساعة القرب واللقا … ويجعل جهدي في سبيل جهاده