مقادير من جفينكِ حولنَ حاليا – أحمد شوقي

مقادير من جفينكِ حولنَ حاليا … قذفت الهوى من بعد ما كنت خاليا

نفذْن عليَّ اللبَّ بالسهم مُرْسَلاً … وبالسِّحر مَقْضِيّاً، وبالسيف قاضيا

وأَلبَسْنَني ثوبَ الضَّنى فلبستُه … فأحبب به ثوباً وإن ضمّ باليا

وما الحبُّ إلا طاعة ٌ وتجاوزٌ … وإن أكثروا أوصافه والمعانيا

وما هو إلا العين بالعين تلتقي … وإن نوّعوا أَسبابَه والدَّواعيا

وعندي الهوى ، موصوفُه لا صفاتُه … إذا سألوني : ما الهوى ؟ قلت : ما بيا

وبي رَشأٌ قد كان دنيايَ حاضِراً … فغادرني أشتاقُ دنياي نائيا

سمحتُ برُوحي في هواه رخيصة ً … ومن يهو لا يؤثر على الحبِّ غاليا

ولم تَجْرِ أَلفاظُ الوشاة بريبة ٍ … كهذي التي يجري بها الدّمعُ واشِيا

أَقول لمن وَدَّعْتُ والركبُ سائرٌ: … برغم فؤادي سائرٌ واشيا

… برغم فؤادي سائرٌ بفواديا

أَماناً لقلبي من جفونِكِ في الهوى … كفى بالهوى كأْساً، وراحاً، وساقيا

ولا تجْعلِيه بين خدَّيْكِ والنوى … من الظلم أن يغدو لنارين ثاليا

ولم يَنْدملْ من طعنة القَدِّ جُرحُه … فرفقاً به من طعنة البيْن داميا